حسين خوجلي يكتب: فيلم الفاشر البشاعة بلا حدود الأوسكار لحميدتي والتعايشي وبطل الفيلم السفاح أبو لولو
حسين خوجلي يكتب:
فيلم الفاشر البشاعة بلا حدود الأوسكار لحميدتي والتعايشي وبطل الفيلم السفاح أبو لولو

ظل العالم وقواه الكبرى المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسساتها النواب والكونجرس والحكومة الخفية والاتحاد الاوروبي والناتو والسبعة العظام وروسيا والصين والعالم الاسلامي والعربي والافريقي، كل هؤلاء ظلوا يتفرجون في غفلة وبلاهة لأكثر من عام في مدينة وحيدة وصامدة كانت تمثل الشرف الإنساني ضد قوى البغي والعدوان والتتارية الجديدة وفيالق الذئاب الغُبر.
ظلت تناضل لأكثر من عام في بطولة أسطورية حيث صدت أكثر من ٢٨٠ هجوما كاسحا واجهته بصدور عارية وسواعد وأنفس لا تعرف الخور ولا الاستسلام.
نعم ظل العالم يراقب في سقوط تأريخي قذف واجتياح مخيم أبو شوك للاجئين ولا يحرك ساكنا ظل يشاهد في لا مبالاة مجزرة مخيم زمزم ولا يُلقي بالا للذي يحدث كأنه قُد من صخر أو خلق من صوان.
وبعد أن اجتاحت المليشيا المجرمة الفاشر الرمز العالمي لصمود الانسانية ضد فجور الجراد المدعوم من دول الشر ومصانع السلاح وسماسرة الذهب المجللة بالدم الحرام، استيقظوا أخيرا بعد الاستباحة لأنهم كانوا يرجون مشاهدة أول فيلم تراجيدي يُنتج خارج هولييود يشاهدون فيه الانسان الوحش يذبح بسكينه الأبرياء، ويشاهدون فيه اللصوص على الهواء مباشرة وهم يبتزون الهاربين من الجحيم إما أن تدفع أو أن ينفجر رأسك برصاص لا يعرف المصانعة ولا الحوار.
ظل كل العالم يشاهد على الهواء مباشرة صور الطفلات وهن يغتصبن في الساحات والعراء ظل العالم يشاهد قتل المئات من الجرحى في المستشفى السعودي والعشرات يذبحون مع صلاة الفجر في مسجد الفاشر الكبير.
إنه اخر افلام البشاعة التي تعرض على كل الشاشات فيلم ينتجه حميدتي ويخرجه التعايشي ويرشح أبو لولو المهري المجوسي قريبا لجائزة الأوسكار لأول فيلم ليس فيه تمويه أو مونتاج أو خدع بصرية، فيلم يصور الجريمة على طبيعتها بلا مواربة ولا تزييف. ورغم فداحة التكاليف إلا أن المشاهدة للأسف متاحة بالمجان وكل الضحايا بلا مكافأة ولا أجور.