
د. نجلاء حسين المكابرابي تكتب: الجيش الإعلامي السوداني
مسارات
د. نجلاء حسين المكابرابي
الجيش الإعلامي السوداني
لسنا بمعزل عن العالم الخارجي في رسم خارطة الوجود التاريخي في مجابهة التحديات الخطيرة والتي على رأسها الحرب، وهي حرب إقليمية ودولية على السودان، والذي أطلق عليه الآن في زاويتي هذه (بلاد النضال الدولي)، نعم لأنها تجابه دولاً عربية معلنة ومخفية وأخرى غربية تطمح في الاستيلاء على مواردها ومحو الديمغرافيا السودانية واستبدالها بأخرى.
وانطلقت شرارة الحرب فجأة للعيان بضاحية الخرطوم في أبريل 2023م، ولكنها مُخطط لها منذ زمن بعيد بدأ بالدعوة للتغيير والانقلاب على الحكم وادعاء الديمقراطية وتطبيقها في بلاد قد تكون غنية بمواردها لكنها فقيرة في تحقيق الاستقرار السياسي وممارسة السياسة الرشيدة للاختلاف الأيديولوجي المطّرد فيها، والذي نجح الغرب في جعله جذوة الفتنة وشرارة الحرب وصناعة العدو الداخلي الدعم السريع.
لتبدأ رحلة المعاناة للشعب والصمود للجيش السوداني الذي يعتبر أقوى الجيوش العالمية ويناهز عمره مائة عام ونيف، والكل يعمل التفكير حول كيف يُهزم العدو المصنوع الدعم السريع والعدو الصانع الإمارات وأتباعها وداعميها، وكيف يمكن أن نهزمهم ميدانياً وإعلامياً، والحرب خدعة وإبداع في تحريك العالم الإنساني والاجتماعي والدولي للالتفات لحرب السودان الانتقامية والإنسانية: مجازر وقتل وسحل وتعذيب بأبشع الأساليب والطرق، وصور تؤذي النفس البشرية، وكاميراتهم ترصد ذلك وتدين مرتكبيها، وتهديدات تحمل الغباء والسخف لدولة مكتملة الأركان لا جماعة رعوية تربت على سفك وامتصاص الدماء، وهي تُؤلَّب من دويلة عمرها خمسون عاماً أساس نهضتها سودانيون علماء في العمران والبنيان والفكر والتعليم والأخلاق.
ومن هنا تنطلق جيوش إعلامية لا يغمض لها جفن في التصدي لحملات الخداع والكذب والمراوغة، وتكتب المقالات والهاشتاقات والنداءات الإنسانية، وتعكس معاناة أهل الفاشر ودارفور بأفلام قصيرة وتقارير مصوّرة وأغنيات مؤثرة تبكي الحجر الذي يحمله أطفال غزة وهم يتضامنون مع أطفال السودان، وتخرج شعوب العالم ترفض أفعال الدعم السريع الإرهابية والإمارات الراعية لها، وتقف مع دارفور كاسية الكعبة الشريفة وحافظة القرآن الكريم، وهي جيوش لا تتعب ولا تمل ولا تكذب، وهادرة في كل المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الذي أصبح هو لغة الانتصار للسودان ليؤكد كل الأدوار الميدانية والشعبية والرسمية والدبلوماسية القوية في تغيير المعارك الحربية السودانية الحديثة عبر الجيوش الإعلامية والدبلوماسية.