
صلاح دندراوي يكتب: السوباط والعليقي ثنائي في وجه العاصفة
نقطة ضوء
صلاح دندراوي
السوباط والعليقي ثنائي في وجه العاصفة
عرف عن السودان دوما الثنائيات والتناغم والانسجام بين فردين يقودان عملا اجتماعيا، أو فنيا، أو رياضيا، فهناك ثنائي العاصمة، وهناك ثنائي النغم، وهناك ثنائيات عثمان حسين وبازرعة، ووردي وإسماعيل حسن، وهناك ثنائي الأزهري والمحجوب، وثنائي هيثم وسادومبا، وثنائي الطيب عبدالله والسماني إداري الهلال، وغيرهم من الذين توافقوا على خط واحد وسجلوا نجاحات على ذلك الصعيد.
والآن في منشط كرة القدم يبرز ثنائي هشام السوباط ومحمد إبراهيم العليقي، هذا الثنائي الذي أحدث نقلة واسعة جدا في مستوى نادي الهلال، وهم يدفعون بسخاء، ولا يألون جهدا في اكتشاف المواهب وتسجيل النجوم بهدف أن يكون الهلال والسودان وسط أقرانه حضورا على المنصات، وإن كان لم يبلغ كأس البطولة بعد إلا أن المسيرة متصلة، وعلى مرمى بلوغ الهدف.
لقد ظل الهلال دوما وهو يمثل الوجه المشرق للكرة السودانية بحضوره الدائم وسط الكبار، وهو يحقق الانتصارات على أعتى الفرق في تلك الظروف التي يمر بها الفريق وهو يلعب خارج أرضه وبعيدا عن جماهيره.
إن كرة القدم، تلك اللعبة الشعبية الأولى، لم تعد تسعون دقيقة يركض فيها اللاعبون خلف كرة مستديرة، بل باتت الآن تشكل عنوانا لدولة، وسفارة تتحدث باسمها، ويكفي أن يرفرف علم تلك الدولة في ساريات المحافل الدولية ويعزف السلام الجمهوري لتلك الدولة، ويسجل ذاك الحضور المميز.
إن فريق الهلال السوداني ظل كل عام على لسان الجميع، والمحللون والقنوات تتناقل اسمه وسيرته، وهذا وحده يكفي السودان فخرا في أن يكون له فريق شامخ يعبر عن مكنونات شعبه.
إن الهلال في هذه الظروف التي يقوده فيها الثنائي السوباط والعليقي يحق أن تُرفع له القبعات، ويلتف حوله الجميع، فلاعبوه لا يقلون عن الجنود المقاتلين في المعارك وهم يحملون شعار هذا الوطن واسمه ويقاتلون من أجله.
نعم قد يكون هناك من يغيظه هذا الانسجام والتوافق الذي يجري بين الثنائي السوباط والعليقي، ويعمل على تفكيك نسيجه، فيضعون العراقيل ويطلقون شائعات الخلاف بينهم، وإن كان اختلاف في الرؤى فهم ينفخون في تلك الشرارة لتضرم نارا تحرق كل ما صنعوه.
وحرصا منا في أن يظل هذا البدر مشعا نسأل الله لهما الثبات وتفويت الفرص عن المغرضين، وأن يعلموا أنهم لا يمثلون أنفسهم، بل يمثلون دولة وآمال أمة حق لها أن تفرح وتنتصر. فأمامنا الآن مواجهات نارية، والمعركة محتدمة، ولا سبيل للقائد أن يترجل في هذا الظرف.