واشنطن .. ضغوط على الدعم السريع

واشنطن .. ضغوط على الدعم السريع

تقرير: الهضيبي يس

أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حفيظة مؤيدي ومساندي مليشيا الدعم عقب إدانته واستنكاره والتأكيد على أن “الدعم السريع” قام بارتكاب جرائم ترقى لمستوى الجرائم الإنسانية بحق المدنيين العزّل بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور. الوزير لم يتوانَ عن اعتبار الدعم السريع أشبه بجماعة إرهابية قامت بقتل السودانيين بدمٍ بارد، حديثُ الوزير الأمريكي الذي جاء على هامش قمة الدول الصناعية السبع بالعاصمة الكندية تورنتو، لفت أنظار العالم إلى تحركات الإدارة الأمريكية تجاه ما يجري في السودان ووقف الحرب وجهود إنهاء أفعال الدعم السريع والتي كان آخرها ما حدث بمدينة الفاشر.

 

 

وكانت مليشيا الدعم السريع قد أرتكبت مجازر بالفاشر راح ضحيتها — وفقاً لتقديرات أمنية — حتى الآن تفوق 3 آلاف شخص بينهم النساء والأطفال، ناهيك عن مقتل 460 شخصاً آخرين بينهم أطباء عاملين بالحقل الإنساني بالمستشفى السعودي بوسط المدينة.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسةً طارئة بمناسبة تطورات الأوضاع في السودان إثر ما جرى بمدينة الفاشر قبل نحو أسبوع من الآن، داعياً لتطبيق القرار الأممي 204‪5 بحق المدينة، والذي شدد على ضرورة فك الحصار عن المدينة الواقعة بغرب السودان والتي ظلت تقبع تحت حصار مليشيا الدعم السريع لما يقارب العامين، مما أسفر عن إصابة المواطنين بالجوع والمرض وفقدان القدرة على التحرك والموت في نهاية المطاف.
ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بابكر يحيى — إن الإدارة الأمريكية على ما يبدو باتت تستجيب لقدر من مستويات الضغط التي تعيشها بفعل الملف السوداني، فهي أضحت مواجهة بجملة حقائق أهمها بأن “الدعم السريع” الآن أحد أدوات المخاطر ليس على السودان فقط وإنما المنطقة ككل، نتيجة الانتهاكات والجرائم التي يتبناها.
ويضيف يحيى — بينما ما ذهب إليه وزير الخارجية الأمريكي وأفرد مساحة تقارب نحو الساعة عما يجري في السودان على هامش قمة صناعية، أمر لابد أن يُقرأ في خانة الملف السوداني لدى الإدارة الأمريكية ومتابعة لصيقة لما يحدث، فهي تبحث عن حل للأزمة، ولكن أيضاً للسودان اشتراطات وخارطة لذلك. وزاد: كذلك تأكيد الحكومة السودانية قبل أيام بأن “الرباعية” إنما هي وساطة سياسية وليست قراراً رسمياً يتم الالتزام به في كل ما يرد منها، لذا فإن تحركات الإدارة الأمريكية تظل مردودة عليها حال عدم التوافق مع توجهات وسياسات واشتراطات خارطة إنهاء الحرب التي وُضعت وهدفها إنهاء الدعم السريع كقوة مسلحة انتهكت حقوق السودانيين.