الهلال الأحمر السوداني .. كشف خفايا الدعم الإنساني وفضح تلاعب المليشيا

الهلال الأحمر السوداني .. كشف خفايا الدعم الإنساني وفضح تلاعب المليشيا

تقرير: مجدي العجب

كشفت جمعية الهلال الأحمر السوداني عن جملة من التحديات التي تواجه العمل الإنساني في البلاد، أبرزها ضعف التمويل وغياب التعاون من بعض الجهات الخارجية. وخلال مؤتمر صحفي عقدته بمدينة بورتسودان، أوضحت الأمين العام للجمعية، الأستاذة عائدة السيد عبد الله، مواقف الجمعية تجاه بعض الشراكات الدولية، مؤكدة تمسكها بالشفافية وحماية المصلحة الوطنية في كل أنشطتها الإنسانية. وأكدت الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر السوداني، أن الشراكة التي تمت مع الهلال الأحمر الإماراتي كانت في إطار عمل واحد فقط، وذلك بعد اشتراط الجمعية أن يتم شراء المواد الإنسانية من داخل السودان، وأوضحت أن الهلال الأحمر السوداني رفض التعاون في حال كانت المساعدات واردة من الخارج، مشيرة إلى أن لديهم معلومات عن دعم لوجستي قد يُستغل بما يضر بمصلحة البلاد.

 

 

 

وأضافت الأستاذة عائدة أن الجمعية رفضت إدخال وجبات غذائية كانت مقدمة من منظمة أمريكية بالتعاون مع منظمة سودانية، وذلك بعد اكتشاف احتوائها على حشرات حية، وأشارت إلى أن الجمعية استطاعت إقناع الجهات الحكومية المختصة بأسباب الرفض الموضوعية، مما أدى إلى قبول تلك الجهات لمبررات الجمعية ووقف إدخال الوجبات.
وشددت الأمين العام على أن الهلال الأحمر السوداني لا علاقة له بأي توجهات سياسية تخص دولة الإمارات أو غيرها، غير أنها أعربت عن أسفها لغياب التعاون من جانب الهلال الأحمر الإماراتي، مشيرة إلى أن الجمعية الإماراتية لم تُبدِ أي مبادرة للتعاون أو حتى الجلوس مع الهلال الأحمر السوداني خلال الفترة الماضية.
وكشفت الأستاذة عائدة أن مسيرة الجمعية حافلة بالعطاء الإنساني والمواقف المشرفة، مشيرةً إلى أن الحرب الدائرة في البلاد أثرت بشكل كبير على أداء الجمعية، لكنها واصلت جهودها الإنسانية في مختلف الولايات. وقالت إن الهلال الأحمر السوداني بذل جهوداً كبيرة منذ اندلاع الحرب في مجالات الإغاثة، وإعادة توفيق أوضاع النازحين، وتقديم الدعم النفسي للمتأثرين، مؤكدةً أن الجمعية استطاعت تنظيم صفوفها داخلياً من بورتسودان لمواصلة عملها بالشراكة مع المتطوعين وشركاء العمل الإنساني.
وأضافت أن من أبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني ارتفاع تكلفة الإغاثات القادمة من الخارج بما يعادل عشرة أضعاف مقارنة بالشراء من السوق المحلي، الأمر الذي دفع الجمعية إلى اعتماد نظام الحوالات المالية بالتنسيق مع بنك الخرطوم، ومعالجة مشكلة شح السيولة عبر استخدام تطبيق بنكك.
وحذرت الأمين العام من تفشي حمى الكوليرا والضنك في عدد من المناطق، مشيرة إلى أن هذه الأوبئة تمثل خطراً مضاعفاً مع حركة النزوح من مناطق الصراع إلى المناطق الآمنة، وأكدت أن الجمعية ستسخر كافة إمكانياتها وشراكاتها الاستراتيجية مع برنامج الغذاء العالمي والمنظمات الأممية لمكافحة الأوبئة ونواقل الأمراض وتوفير الغذاء.
كما نعت عبد الله 31 متطوعاً فقدوا حياتهم أثناء تأدية واجبهم الإنساني منذ بداية الحرب، مشيدة بتضحياتهم الكبيرة، ومؤكدة أن الجمعية ستواصل تقديم خدماتها في جميع ولايات السودان رغم حجم التحديات والاستهداف الممنهج الذي يتعرض له السودان، مشددة على أن “ما حدث من جرائم مروعة في السودان لم يشهده التاريخ الحديث”.
واختتمت بالتأكيد على أن الشراكات الخارجية والدعم المقدم من المنظمات الإنسانية والمانحين لا يغطي سوى خُمس الاحتياجات الفعلية وفقاً لتقارير الجمعية، داعيةً إلى تعزيز التعاون الدولي لدعم العمل الإنساني في السودان. وأقرت جمعية الهلال الأحمر السوداني بضعف حجم التمويل لمشروعاتها الإنسانية، مشيرة إلى أن حجم الإغاثة المقدم للسودان “ضعيف” وأن الحرب الدائرة في البلاد باتت تُوصف بأنها “حرب منسية