
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نقوش على جدار ذاكرتي)
مع إسحق
إسحق أحمد فضل الله
(نقوش على جدار ذاكرتي)
ونتجاهل الحرب ساعة..
وما خطر الخلود بالذاكرة إلا جاءت رواية After Many a Summer.
وما خطرت الوحدة والوحشة بالذهن إلا جاءت رواية ربيع مسز ستون.
وما خطر القطار بالذهن إلا انطلق في الذاكرة مشهد القطار المنطلق في الصحراء الجليدية في رواية دكتور زيفاجو.
وما خطر صراع السلطة والبيع للشيطان إلا خطرت رواية فاوست وأوسكار وايلد..
وما مررت في العيلفون بدكان أحمد ود الأمين وضوء الرتينة المفروش أمامه إلا خطر لي أحمد إسماعيل والشلة أمام دكان الطاهر ود الرواسي في رواية الطيب صالح.
وما رأيت جملاً فارهاً إلا تذكرت الطيب ود ضحوية، ورأيته وهو يسوق المراح المنهوب أمامه وهو يرفع عقيرته بالدوبيت:
كم تبيت على التِلب الكزازي الكَوْمة
وكم درجتهن من سنجة
طالبات روما
الروح ما بتفارق الجتّة قبال يومها
كله أريتو نِسْلِم من فلانة ولوما
الأدب الحقيقي يصبغ روحك، ويصبح له في الروح طعم ولون ورائحة….
وفاوست رواية عن بحثهم هناك عن السلطة والخلود (شجرة الخلد وملك لا يبلى).
وهناك الرجل الذي يبحث عن ذلك، يبرز له الشيطان، وبيعة تتم بينهما، وفيها… ألف عام من السلطة للرجل… ثم؟
ثم جهنم.
ودوريان جراي صاحب أوسكار وايلد مثلها، لكن جراي كان يبحث عن سلطان آخر..
وجراي شاب جميل جداً… ينظر يوماً إلى وجهه في المرايا ثم يصرخ في حسرة:
كيف ولماذا يذهب هذا إلى التراب؟
والشيطان يظهر له. واتفاق بينهما على بقاء الجمال هذا مئات الأعوام… ثم؟؟
وعبقرية المؤلف تقول إن البقاء هذا… بقاء الجمال… ليس أكثر من خدعة، بينما كل عام يرسم خطواته على وجه الشاب هذا على لوحة للوجه مخبوءة في قبو تحت البيت.
ولا شيء كان أكثر بشاعة من وجه الشاب على اللوحة التي أُخرجت من القبو في نهاية فترة الاتفاق.
……
الأعمال العظيمة في الأدب رسمت للناس هناك ما هو شكل ومصير الهروب من الله ومن حقيقة الإنسان…
والأعمال هذه تُخلَّد لأنهم… لأنها وجوههم.
لكنهم يتعاملون معها تعامل المدمن الذي تخطّى مرحلة التعامل مع الحقيقة…
بعضهم يسألنا بقوله:
أستاذ… المؤامرات هذه تُخطَّط منذ مئات السنين… ومن يخطِّط إنما يخطِّط لينتفع… لكن من يضعون الخطط المئوية هذه لا يعيشون للانتفاع بها… لماذا إذن يخطط الإنسان لشيء لا يعيش للانتفاع به؟
ونقول:
هل تؤمن بأن الشيطان قال وقال؟ وأنه الآن يفعل ويفعل؟
وعن الخراب الذي يرسمه الشيطان هذا… الخراب الذي يفعله من لا يحتاج إلى فعله… انظر إلى الإمارات.