
محمد التجاني عمر قش يكتب: مجرد وجهة نظر!
مجرد وجهة نظر!
محمد التجاني عمر قش
حسب واقع الحال في السودان هنالك هدف ورؤية وقرار! أما الهدف فهو القضاء على التمرد الذي تقوده المليشيا وأعوانها، والقرار هو ما صدر عن مجلس الأمن والدفاع في جلسته الأخيرة حيث رفض الهدنة والتفاوض مع الجنجويد. ورؤية الشعب السوداني هي وطن آمن ومستقر ومزدهر. ولكن ثمة سؤال يطرح نفسه في هذا السياق: ما هي الوسيلة التي من المتوقع أن تمكننا من تحقيق كل ما سبق؟ لقد تحدث السيد الفريق أول ركن البرهان عند زيارته لقرية السريحة عن الإستنفار العام وطالب كل من هو قادر على حمل السلاح بالتوجه إلى الميدان، وهذا لعمري توجه مطلوب لأن الديار لابد أن يحميها أهلها ولكن هذه الحرب ذات طبيعة معقدة فهي تستخدم أسلحة وتقنيات عسكرية حديثة وتمولها جهات ذات قدرات مالية عالية، وفي ذات الوقت لها أجندة توسعية وأطماع اقتصادية واجتماعية وجيوسياسية في السودان؛ ولذلك نراها لا تدخر جهدا من أجل تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للمليشيا الباغية، وفي المقابل يتردد قادة الجيش السوداني في إبرام اتفاقيات ذات طبيعة استراتيجية مع أي من الدول التي يمكن أن توفر لنا من الدعم ما يمكننا من حسم التمرد ووضع حد لتعدياته وانتهاكاته التي شهد بها العالم ضد المواطنين العزل.
وبما أن مجلس الأمن والدفاع في السودان قد أتخذ قراره المشار إليه أعلاه يجب عليه السعي لحماية هذا القرار الصائب قبل فوات الأوان، وذلك بالتواصل الفوري إما مع تركيا أو روسيا من أجل الحصول على تقنية وعتاد عسكري متطور من شأنه التصدي لما تملك المليشيا في هذا الصدد. وفي ذات الوقت يجب الاستمرار في الهجمات الجوية لحماية الحدود السودانية وتدمير قدرات العدو الغاشم.
ومن المهم أيضا التواصل والتنسيق مع مكونات المجتمع السوداني الداعمة للجيش بحيث يكون هنالك إجماع وطني بدرجة عالية من أجل وضع الخطط اللازمة لتحقيق الإستقرار والأمن والنهضة بعد إعادة بناء ما دمرته الحرب وإرجاع الناس إلى ديارهم ومنازلهم حتى يساهموا في الإعمار إذ لا يمكن بناء وطن بلا شعب.
هنالك الآن تطورات عالمية وحراك مشهود لتطويق المليشيا والدولة الراعية لها وعلينا الإستفادة من ذلك بكل الطرق المتاحة، خاصة وأن صوت السودان قد وصل إلى كل مراكز إتخاذ القرار حول العالم، كما أن بشاعة جرائم المليشيا في الفاشر قد كشفت وحشيتهم تماما حتى أن دولة مثل أمريكا تسعى لتصنيفهم كمجموعة إرهابية. إذن الفرصة الآن مواتية للحد من تدفق السلاح والعتاد العسكري والمرتزقة للتمرد، والشعب السوداني على استعداد لدعم قواته المسلحة، وكل ما هو مطلوب بذل الجهد المناسب وتعزيز الإرادة لدى قيادة الدولة والجيش لتحقيق الأهداف وإنفاذ القرار وتحقيق الرؤية.