عصام جعفر يكتب: والفتنة أكبر من القتل

مسمار جحا

عصام جعفر

والفتنة أكبر من القتل

يحاولون إيقاظ الفتنة النائمة، ويحاولون صرف الشعب السوداني عن قضيته الأساسية في حرب الكرامة وحماية ترابه وعرضه.
يسعون لدق أسفين بين مكونات الشعب السوداني حتى يقتل بعضه بعض بأخبار موضوعة ومزيفة.
يريدون إقامة مذبحة ومحرقة للشعب السوداني ويتفرجون عليها ويضحكون على شعب تقتله شائعة صنعت بخبث ومهارة من خبراء في تغييب وعي الناس وتخويفهم وإرعابهم بوقائع تافهة وما أنزل الله بها من سلطان.
من يومين سرت شائعة بغيضة ومقرفة من مصدر مجهول مفادها أن السلطات أصدرت قرارا بهدم القباب وضرائح الأولياء.
الشائعة سرت بين الناس كسريان النار في الهشيم لأنها تمس عقائد ومعتقدات بعض الناس وأن هذا الأمر غير مقبول وبأي فقه.
وتلقفت مواقع التواصل الإجتماعي الشائعة وزادت عليها بصور مزيفة عن طريق الذكاء الإصطناعي تبين بلدوزر يهدم قبة غير معلوم مكانها ولا إلى أي شيخ تتبع.
الذي صمم هذه الشائعة لم يكشف عن إسمه لكن الجهة التي من خلفه بالطبع معلومة وهي من الجهات العميلة الكثيرة التي تسعى لإغتيال المجتمع السوداني وسلبه هويته وفكره وإنتمائه الحضاري.
الشائعة إستغلت بالطبع السجال التقليدي القديم بين السلفيين ورجال الطرق الصوفية الذين يعتقدون في القباب وساكنيها الصالحين.
لقد نسي من أطلق هذه الشائعة أن السلفيين والصوفية الآن في خندق واحد في حرب الكرامة دفاعا عن العقيدة والدين والعرض والأرض التي دنسها الجنجويد.
على الدولة ألا تكتفي بنفي الشائعة فقط بل يجب عليها أن تسعى بقوة لكشف صانعها ومروجها والجهة التي تقف خلفها ومحاسبتهم جميعا والحكم عليهم بالحكم الشرعي على من يثير الفتنة ويعلن الحرب.
الذين كانوا وراء شائعة هدم القباب يريدون صرف السودانيين عن معركتهم الحقيقية وإشعال نار الفتنة بينهم ونقل ساحة الحرب إلى العمق السوداني لذلك وجب القضاء عليهم ودق أعناقهم لأنهم إبتغوا الفتنة والفتنة أكبر من القتل.