صلاح دندراوي يكتب: سلاح الإعلام والقراءة المتقدمة للبشير

نقطة ضوء

صلاح دندراوي

سلاح الإعلام والقراءة المتقدمة للبشير

 

أذكر أن الرئيس السابق لجمهورية السودان عمر البشير وهو يخاطب أحد أعياد الدفاع الشعبي أن أشار إلى أهمية إستخدام التقنية ومواكبة التطور، بل وأعلن عن نيته لتشكيل كتائب تقنية لمسايرة العالم، وكان وقتها المجال التقني في السودان يتحسس طريقه، ولم يكن هناك شيوع كاليوم في إستخدام الموبايل والأجهزة التقنية التي تملأ الفضاء العالمي. وأحسب أنها كانت قراءة متقدمة للرئيس البشير، كيف لا وقد برز السودان في عهده من أوائل دول الإقليم العربي والأفريقي إمتلاكا وتطورا للتقنية، وقد برزت حينها شركة سوداتل كواحدة من العناصر الفاعلة في تطوير هذه التقنية في السودان، وبرزت شركات كسوداني، وزين، وأريبا والتي تحولت لاحقا إلى MTN. ولم يقتصر هذا الجهد على تطوير منظومة التقنية والإتصالات على السودان، بل باتت كثير من الدول تيمم وجهها شطر السودان للإقتباس من تجاربه وتطوره في هذا المجال.
أقول هذا والآن أرى أن هذا المجال التقني بات هو سيد الساحة، وصارت الأخبار والمعلومات ترد إليك وأنت في فراشك وداخل غرفتك، ولو نظرنا إلى حجم التأثير الكبير الذي شكله هذا التطور في التقنية فلننظر إلى هذه الحرب اللعينة التي شنتها المليشيا على السودان وأهله وكيف أن الإعلام الإلكتروني بعد أن تعطلت الصحافة الورقية، نراه كيف لعب دورا بارزا في عكس كل الإنتهاكات التي مارستها المليشيا على الشعب السوداني، وكيف أنها وثقت لكل الجرائم التي تعرض إليها هذا الشعب المكلوم حتى شكلت له دليل إدانة إنقلب فيها الأمر على تلك المليشيا، وبات العالم الذي ينظر إلى ما يجري أمامه لا مناص له إلا أن يستهجن ويدين هذا المسلك.
حقيقة كان للإعلام دور بارز في هذه الملاحم وكيف أنه بات ينقل الصراع داخل ساحات المعارك وينقل للمواطنين نبض تلك التضحيات، ويحض على التدافع لنصرة الوطن والإلتفاف حول قواته المسلحة، والتي بفعل هذا العطاء تدافع الآلاف إلى ساحات التدريب وحمل السلاح والدفاع عن الأرض والعرض حتى تأتى لهذا الشعب الصامد وقواته المسلحة والمساندة والنصر ودحر الأعداء في معظم المعارك وإجلائهم عن كثير من المواقع والمدن.
إن المعركة اليوم لم تعد بالسلاح الناري وحده، بل هناك كثير من العناصر كالدبلوماسية، وحتى الثقافية والرياضية، ويجئ الإعلام على رأس تلك العناصر بدوره القوة والمؤثرة والأثر الفاعل له في تحريك تلك الثورات والثروات الكامنة. فحق لنا أن نتفاخر بما أسهم به هذا القطاع في تلك المرحلة، وما يعول عليه في المرحلة القادمة بعد إجلاء المرتزقة وإحياء معركة البناء والتعمير