واشنطن بوست: غضب متصاعد على الإمارات بسبب دعمها للمليشيا
واشنطن بوست: رصد: ألوان
أدانت جماعات حقوقية وأعضاء في الكونغرس الأمريكي وخبراء إقليميون تصرفات قوات الدعم السريع في الفاشر بوصفها “إبادة جماعية”، وحمّلوا دولة الإمارات العربية المتحدة مسؤولية دعم المقاتلين وتأجيج العنف الذي عاث فسادًا في أنحاء إقليم دارفور بغرب السودان لأكثر من عامين.
وقد نفى الإماراتيون دعمهم لقوات الدعم السريع، على الرغم من وجود أدلة تُظهر أن الدولة الخليجية قدمت ذخائر وطائرات مسيّرة ودعمًا عسكريًا آخر للمجموعة.
وفي سياق متصل، قالت الصحيفة: “إن استهداف المدنيين والمناطق السكنية والمرافق الحيوية في كافة المناطق التي تشهد مواجهات مسلحة يشكل تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي ولجميع المبادئ الإنسانية والأخلاقية”.
وفي الوقت الذي فرضت فيه الولايات المتحدة بالفعل عقوبات على شخصيات بارزة في قوات الدعم السريع، حثت “هيومن رايتس ووتش” مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على فرض عقوبات إضافية على قيادة قوات الدعم السريع لانتهاكها حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على دارفور عام 2004. كما ضغطت مجموعة الدفاع عن حقوق الإنسان على المجتمع الدولي “للتحدث علنًا وإدانة” الإمارات لدعمها المستمر “لهذه القوة التي تواصل ارتكاب الفظائع”.
وفي أعقاب الاجتماع الوزاري لمجموعة السبع في كندا، قال السيناتور ماركو روبيو للصحفيين: “لا بد من القيام بشيء لقطع الأسلحة والدعم الذي تحصل عليه قوات الدعم السريع بينما تواصل تقدمها”. وأضاف روبيو أن قوات الدعم السريع “لا تمتلك قدرات تصنيعية”، وتابع: “هناك من يمنحهم المال وهناك من يمنحهم السلاح، ويأتي ذلك عبر بلد ما. ونحن نعرف من هم، وسنتحدث معهم حول هذا الأمر ونجعلهم يدركون أن هذا سيعود بالسوء عليهم وسيعود بالسوء على العالم، إذا لم نتمكن من إيقاف هذا”.
وقد انتقدت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين دور الدولة الخليجية في الحرب، قائلين إن الإمارات “غذت الصراع واستفادت منه وأضفت الشرعية على الوحوش التي تدمر السودان”. وعندما سُئل عن تقارير دعم الإمارات لقوات الدعم السريع في قمة أمنية في البحرين الأسبوع الماضي، لم يعترف أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، بالادعاء، بل اكتفى بالقول إن المجتمع الدولي ارتكب “خطأً فادحًا” بعدم إيقاف الانقلاب العسكري عام 2021 في السودان. وقال قرقاش: “كان ينبغي أن نتدخل جميعًا، بشكل جماعي. نحن لم نطلق عليه اسم انقلاب”.
وذكرت صحيفة “ذا بوست” في وقت سابق أن قوات الدعم السريع تستخدم طائرات مسيّرة وذخائر وأسلحة أخرى زودتها بها الإمارات لتنفيذ حملتها الإرهابية في دارفور. وفي عام 2024، سمح مسؤولون عسكريون سودانيون في مدينة أم درمان لصحفيي “ذا بوست” بتفحص طائرة مسيّرة قال المسؤولون إنها استُولي عليها من مقاتلي قوات الدعم السريع إلى جانب ذخائر الطائرة.
وقال بادر، من هيومن رايتس ووتش: “كان الناشطون المحليون والمنظمات الحقوقية مثلنا وغيرنا الكثير يحذرون منذ أشهر مما قد يحدث إذا سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة. وبينما نتحدث الآن، هناك آلاف وآلاف وآلاف الأشخاص في عداد المفقودين”.
وقد حث أكثر من عشرة وزراء خارجية ومسؤولين كبار من جميع أنحاء العالم على العودة إلى طاولة المفاوضات. وقالوا في بيان مشترك: “فقط العملية السياسية الشاملة والمملوكة للسودانيين يمكنها حل تحديات السودان”.