د. عمر كابو يكتب: البراؤون والخاصة .. هل رأيتموهم؟!

ويبقى الود

 

د. عمر كابو

 

البراؤون والخاصة .. هل رأيتموهم؟!

 

**  منظر تقشعر من عظمته الأبدان، مظهر تحتقر فيه ذاتك، تشعر أنك أتفه من ذبابة وهناك من يضحي بنفسه لا من أجل كسب أو مغنم يقتحم النيران يسابق الريح العاتية ليحجز خانة له في الصفوف الأولى في مقدمة الركب..

**  ركب ليس لاستقبال ناد في القمة حمل الكأس الذهبية إلي مدخل صالة وصول بالمطار تحتشد له الألوف خارجها، ولا لزعيم حزب يزور مدينة تدين له بألف ولاء ولا رئيس يفتتح أحد أعظم المؤسسات الخدمية تتسابق له الألوف من أجل إلقاء تحية ،،ولا فنان طبقت شهرته الآفاق يحي حفل ساهر تحاصره الملايين تحلم الظفر منه بتوقيع على دفتر الذكريات.

**  كلا وألف لا إنهم القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب وأبو طيرة يحتشدون صفًا واحدًا مع المجاهدين كتائب البراء فرسان اجتمعت كلمتهم وتوحدت رأيتهم أن يوفوا نذورهم بألا يغمض لهم جفن ولا يرتاح لهم بال إلا والخرطوم طاهرة من رجس المليشيا المتمردة…

**  ففجر الأحد أول البارحة كان يومًا استثنائيًا في تاريخ السودان والبراؤون يتدافعون بالالاف بعد أن حدثوا أنفسهم بالظفر بإحدى الحسنيين شهادة ترفعهم عالي الجنان أو اقتحام القصر الجمهوري عزة لأهل السودان..

**  والقصر وما أدراك ما القصر!! ليس عن أهميته رمزًا للسيادة الوطنية ولا بعده التاريخي ولا أثره كمعلم أثري بارز نحدث ولكن عن عسر المهمة للوصول إليه بعد أن نشرت المليشيا المتمردة آلاف القناصة في العمارات السامقة والبنايات الشاهقة التي تحيط به بالإضافة إلى اتساعه هو ذاته مما يجعل امكانية عمل كمين لمن يقترب منه أسهل وأيسر…

**  لكن هؤلاء الرجال لا يتسلل الخوف إلي قلوبهم فقد حاصروا القصر وأضحى اقتحامه مسألة وقت في انتظار ساعة الصفر..

**  أولى بشائر النصر المؤزر والفتح المبين شاهدناها وعشرات الهاربين المتسللين منه يقعون في مصائد الكمين التي نصبتها القوات الخاصة ومكافحة الارهاب وكتائب البراء فكان نصيبها اصطيادهم واحدًا واحدًا في مشاهد تسر الناظرين…

**  مناظر تجسد روح العزم والإرادة والإصرار والصلابة التى يتحلى بها أهل السودان مع رباط جأش نادرة تعز على اشجع الشجعان..

**  نصر أن دويلة الإمارات الشقية الشريرة لو كانت تعلم جسارة وصبر ورباط الشعب السوداني لما أقدمت على خطوتها الانتحارية هذه والتي لم تجن ولن تجني منها سوى السراب..

**  أما ما تفعله الآن من مواصلة دعم ومساندة ومؤازرة التمرد لا يعدو أن يكون مجرد مكابرة وطيش وهبل هو من طبع قادتها البدو الاعراب الذين هم أجدر ألا يعلموا حدود الله..

**  ستقتحم قواتنا المسلحة القصر اليوم أو غداً معلنة استرداد أهم موقع يمثل هيبة الدولة رمزًا لسيادتها ،، ستقتحمه بعد أن تكون قد قضت كل هوان ساقته الأقدار ليهلك شر هلكة لا يتمناها الإنسان..

**  هؤلاء هم فرسان السودان وأبطاله ظلوا يحرصون في اقتحام الصعاب دومًا هم أقرب للموت من أي قوة أخرى ،،تميزهم هذه الوجوه المستبشرة المتهللة تواقة آملة في نصر الله ينصر عباده المتقين وقد اتقوه وانتظروا نصره وبشارته الكبرى (فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به)..

**  من سره أن ينظر إلى صحابة هذا الزمان أو إلي شجاعة تمشي على ساقين فليتفرس وجوه كتائب البراء بعصابتهم الحمراء أو القوات الخاصة أو قوات مكافحة الارهاب أو (أبو طيرة) جميعهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..