العلاقات السودانية التركية .. تطور مستمر

خطط وبرامج لإعادة اعمار السودان بعد الحرب

العلاقات السودانية التركية .. تطور مستمر

تقرير: الهضيبي يس

عقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش مشاركتهما في فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين السودان وتركيا وسبل تطويرها في مختلف المجالات، بما في ذلك التعاون الاقتصادي، والتبادل التجاري، والشراكات التنموية، بما يخدم مصالح الشعبين. كما ناقش الجانبان إمكانات تعزيز التعاون في مجالات التعليم، الصحة، والطاقة، إلى جانب الترتيبات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية.
وتناول اللقاء تطورات الأوضاع الراهنة في السودان، بما في ذلك المساعي المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار، وإعادة الإعمار في المناطق المتأثرة بالنزاع وعبر رئيس مجلس السيادة عن تقديره لمواقف تركيا الداعمة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أهمية استمرار دعم السودان في هذه المرحلة الحرجة، خاصة فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية وتسهيل جهود إعادة البناء.
كذلك رحّب الرئيس التركي بزيارة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وأكد متانة العلاقات التي تجمع أنقرة والخرطوم، مشدداً على التزام تركيا بتعزيز التعاون المشترك كما جدّد تأكيد بلاده على الوقوف إلى جانب السودان في مواجهة التحديات الحالية، والعمل على دعم أي خطوات تؤدي إلى تحقيق الأمن والاستقرار الدائم ويأتي اللقاء في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة، ما يعكس حرص الطرفين على تعزيز قنوات الحوار والتعاون بما يعود بالنفع على شعبي البلدين.
بالمقابل أكد وزير الخارجية السوداني علي يوسف عمق العلاقات بين بلاده وتركيا ومتانتها، مبينا أنه تم تأكيد ذلك خلال لقاء جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في مدينة أنطاليا.
وقال يوسف في تصريح صحفي إن اللقاء بين البرهان وأردوغان كان مثمرا للغاية، تم فيه تأكيد عمق العلاقات الأخوية بين السودان وتركيا، وأن تركيا ستبذل أكبر مجهود لتحقيق السلام في السودان والاستقرار.
وأوضح أن تركيا ستكون من أهم الدول الداعمة للسودان بمرحلة إعادة الإعمار، مشيرًا إلى وجود تصور لتعاون ثنائي ومتعدد الأطراف، يشمل مبادرات مشتركة مع قطر والسعودية، بهدف الإسراع في ذلك.
ويقول الباحث في الشؤون التركية زهير عثمان أن الموقع الاستراتيجي للسودان يمثل بوابة تركيا إلى أفريقيا والقرن الأفريقي، خاصة مع امتلاكه ساحلًا على البحر الأحمر، ما يجعله محط أنظار القوى الدولية الراغبة في تعزيز نفوذها الجيوسياسي. تركيا، التي تسعى لتنويع شراكاتها بعيدًا عن الاعتماد على الغرب، ترى في السودان شريكًا استراتيجيًا لتعزيز وجودها العسكري والاقتصادي (مثل اتفاقية جزيرة سواكن السابقة). أو المصالح الإقتصادية التي تجري المشاورات لتفعيلها، مع اتفاقيات استثمارية أخرى، خاصة في مجالات البنية التحتية والزراعة، والتي تُعتبر حيوية لإنعاش اقتصاد السودان المنهك.
وأكد زهير أن التعاون في مجال الطاقة (كالنفط والكهرباء) قد يكون على الطاولة، خاصة مع سعي أنقرة لضمان أمن إمداداتها. وشدد على أن ضبط المحاور الدبلوماسية والتحرر من التبعية التقليدية، وذلك عبر الخروج من المحاور الإقليمية الضيقة بعد عقود من التحالف مع دول الخليج ومصر، حيث يسعى السودان أيضا لتنويع تحالفاته لتجنب التبعية لأي محور واحد. يأتي التقارب مع تركيا كجزء من سياسة التوازن النشط، خاصة في ظل توتر العلاقات مع الإمارات ومصر بسبب قضايا مثل سد النهضة والأزمة الليبية. وهو ما يساعده علي تفادي الضغوط وترتيب الأوراق من حيث حساسية الملفات وهو ماجعل بعضها يأخذ الطابع السري للزيارة، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تكون الزيارة قد ناقشت قضايا، مثل التعاون العسكري أو الأمني (نقل أسلحة، تدريب قوات)، أو تفاهمات حول الملف الليبي حيث تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني، بينما تدعم دول أخرى الجنرال حفتر. واضاف زهير أن التنسيق بين المؤسسات ينعكس على نجاح الزيارة التي من الواضح أنه كان مُخطط لها بمباركة النخبة الحاكمة، مما يُرسل رسالة داخلية بتماسك المؤسسة العسكرية والمدنية في إدارة الملف الخارجي.