د. إبراهيم الأمين لـ (ألوان): نحتاج لجرد حساب لكل العملية الوطنية

نائب رئيس حزب الأمة القومي د. إبراهيم الأمين لـ (ألوان) (2):
نحتاج لجرد حساب لكل العملية الوطنية
نقر بأننا في المراحل السابقة انشغلنا بصراع السلطة والمال
القوات المسلحة جزء من الدولة المدنية
بعد الثورة اتضح مخطط لإحداث تغيير جذري يمس المواطن السوداني
السودان مستهدف لموقعه المحوري في أفريقيا والعالم العربي
حوار: مجدي العجب
يعد الدكتور إبراهيم الأمين نائب رئيس حزب الأمة القومي واحدا من السياسيين المدركين للتقاطعات الخارجية والذين يعرفون خفايا التاريخ ودروب السياسة، بل واحدا من القلائل الذين يضعون العلاج الناجع لكل المشكلات التى يستعصي علاجها أحيانا. إلتقته “ألوان” في حوار مطول حول كثير من القضايا السياسية والفكرية بين الراهن والماضي وكيفية تفادي الإشكالات مستقبلًا وخرجنا بالإفادات التالية:
د. إبراهيم، لكي نحد من الاختراق الخارجي ما هو العلاج الناجع؟
أولًا نحتاج لعملية جرد حساب لكل المراحل الوطنية، ليست من أجل الإدانة، بل هي مرحلة ماضية ولكن لكي نستفيد من هذه التجارب، ومن ثم هذه البلاد لا يمكن أن تتقدم إلا بتكاتف وتقدم الأبناء بصورة فيها رؤية للمستقبل، ويجب أن نقر بأننا في المراحل السابقة انشغلنا بالصراع على السلطة والمال وحدثت أخطاء قاتلة.
بمعنى أوضح؟
أنا أعتقد أن كل الناس وطنيين ويحبون السودان، ولكن ربما من عدم التجربة حدثت أخطاء خاصة في المرحلة الأخيرة .
وماذا عن الدولة المدنية؟
نتحدث كثيرًا عنها، ولكن لا بد من معرفة أن القوات المسلحة مع فائق احترامنا لها هي جزء من الدولة المدنية وليس بديل لها، لذلك أنبه القوى المدنية التي تريد أن تدخل في صراع مع المؤسسة العسكرية بهذا السبب أعتقد أن الخطر على السودان هو خطر يأتي من موقع واحد ولم يأت من القوات المسلحة بل القوات المسلحة تصدت لهذا الخطر.
وما حدث إبان الثورة؟
ما حدث بعد الثورة واضح أن هنالك مخطط الهدف منه إحداث تغيير جذري في السودان، وهذا التغيير لا يمس القوات المسلحة أو قيادتها، وإنما يمس حتى المواطنين، كذلك يطول تاريخ السودان. ومن هنا كان تمكين قوات الدعم السريع حتى تهيمن على السودان ومستقبل السودان.
ومن ثم فشل الانقلاب فكانت الحرب؟
الحرب لم تكن مع القوات المسلحة، هو عمل الهدف منه هو الشعب السوداني ومستقبل السودان وموقعه المحوري في أفريقيا والعالم العربي، لذلك أي حديث عن حرب بين طرفين هو ابتعاد عن الحقيقة .
وماذا عن دولة الجنجويد الموازية ومناصرة بعض القوى المدنية لها؟
الدولة الموازية الملاحظ أن كل دول العالم بما فيها أمريكا وأنجلترا ناهيك عن الدول التى لها تعاطف مع الشعب السوداني حتى المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة وقفت ضد هذه الفكرة، وقالت إذا استمر سوف يكون مردوده سلبي علي السودان.
ولكن القوى المدنية التى تقسمت الآن برغم حديثهم بلغة واحدة؟
الشيء الذي أضعف موقفهم هو عندما تشتعل الحرب هنالك معتدي ومعتدى عليه ما لم أنت توصل إلى نتيجة واحدة وهي أن تفرق بين المتعدي والمعتدى عليه، فهنا أنت تخلط الأوراق وتتحدث حديثًا مبهمًا، فلا للحرب هو حديث مجرد إثبات موقف ولكن ليس له أثر، والدليل على ذلك ممارسات الدعم السريع التي مست كل فرد، البشر والأرض والحجر ولم يسلم شيء، لذلك تقدم انقسمت، وهذا يعني أن هنالك من له رأي آخر وهو أن الحكومة الموازية هذه فيها خطر على السودان ولكنهم وقفوا في منتصف الطريق.
ولكن لماذا منتصف الطريق؟
صحيح أنهم إنشقوا ولكن هذا ليس له قيمة ما لم يبلغوا الشعب السوداني بأن سبب الإنشقاق تشكيل حكومة موازية، وهذا أمر فيه خطورة على السودان.
هل فشل مؤتمر لندن الأخير؟
إذا كان فاشلًا فلماذا فشل. هو فشل لأنه لم يجد المساندة من الشعب السوداني، فالمظاهرات التي تمت ضده بالإضافة إلى عدم دعوتهم للحكومة يصبح الهدف منه إيجاد بديل لذلك أنا أسميها الحكومة البديلة.
وماذا عن الطرف الذي يصر على تشكيل الحكومة الموازية؟
هذا يتحدث بطريقة غريبة جدًا، في مرحلة ما تحدثوا بلغة لا للحرب وبعدها تحدثوا بأنهم سوف يوقفون الحرب.
ومن ثم؟
الآن يتحدثون بثلاثة أشياء للحكومة الاعتراف والسلاح وكذلك المال. طيب من أين ذلك بحيث أن تجتمع مجموعة صغيرة جدًا ومن ذات المجموعة يتم تكوين الحكومة وكل المؤسسات.