رئيس حزب الشعب د. يحي حاج نور: لهذه الأسباب (….) نطالب البرهان بحل الحكومة

رئيس حزب الشعب والخبير الإقتصادي د. يحي حاج نور لـ (ألوان):

لهذه الأسباب (….) نطالب البرهان بحل الحكومة

لدينا تيار قوي ينادي بدعم القوات المسلحة وتذويب الخلافات السياسية

سنتقدم برؤية ترسم ملامح الاقتصاد السوداني في المستقبل

دعمنا للجيش لا يمنعنا من الحديث عن الفساد والتجاوزات

زيارة ترامب للشرق الأوسط ستغير مسار الحرب في السودان

مصر لعبت دورًا بارزًا في دعم وإيواء ملايين السودانيين

+++++++

حوار: كمال عوض
برز إسم رئيس حزب الشعب والإقتصادي المعروف د. يحي حاج نور في الساحة السياسية والإقتصادية بصورة واضحة في الآونة الأخيرة، وذلك لما يقدمه من رؤية متماسكة وأطروحات موضوعية تصب في إتجاه الوحدة الوطنية ودعم القوات المسلحة. ودخل الحزب في عدة تحالفات مع قوى سياسية وبعض الأحزاب والكيانات بحثًا عن مخرج لأزمات البلاد التي زادت من حدتها مليشيا الدعم السريع بإشعالها للحرب في ابريل 2023 مخلفة أوضاعًا إنسانية بالغة التعقيد وأثرت على الأوضاع الإقتصادية والسياسية. وإستشرافًا لرؤى المستقبل وبناء سودان ما بعد الحرب جلسنا إلى د. يحي الذي طوف بنا في مختلف القضايا والأحداث وعلاقات السودان مع المجتمعين الإقليمي والدولي ودول الجوار، إلى جانب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للشرق الأوسط، وخرجنا بالحصيلة التالية:

 

+ بداية حدثنا عن رؤيتكم في حزب الشعب لما يحدث في السودان؟

نحن في حزب الشعب فوضنا القوات المسلحة منذ 2019 لإدارة سلطة البلاد كـ (أمانة) وليس للحكم، كتجربة المشير الراحل عبد الرحمن سوار الذهب، وذلك إيمانًا منا أن الجيش عند قيام الثورة كوضع طبيعي أن نفوضها، باعتبارها صمام أمان السودان وعلى أن تحكم لفترة انتقالية، وتحضر البلاد للانتخابات ويأتي للحكم من يأتي بمعيار صندوق الاقتراع وتصويت الشعب، ولكن حدث ما حدث وكانت النتيجة هي وصولنا إلى هذه الحرب، وبعد أن وصلنا إليها لا نود أن نعود إلى المربع الأول. ونشير إلى أننا جددنا تفويضنا للقوات المسلحة من قبل المك عجيب الهادي كرئيس للحزب في العام 2023م، وقمنا بتجديد التفويض للقوات المسلحة في العام 2024م.

+ تتحدث المجالس عن تكوينكم لتيار يطالب بحل الحكومة؟

التيار يتكون من مجموعة من الشخصيات القومية والشباب المستقلين وأفراد من أحزاب مختلفة أصيبوا بخيبة أمل في الحكومة الحالية، التي خذلت الشعب وخذلت القوات المسلحة نفسها بتلكؤها في إدارة شؤون البلاد بالإضافة إلى الفساد الذي أزكم الأنوف. وأعضاء التيار يشعرون بالمسؤولية جراء تأييدهم للقوات المسلحة، لذلك قاموا بتكوين لجنة تمهيدية رئيسها شخصي الضعيف وأمينها العام الدكتور فتح الرحمن فضيل ومن أبرز قياداتها الوزير السابق سلمان سليمان حاج الصافي، وذلك لطرح خريطة طريق للحل إلى حين تكوين المكتب التنفيذي المنتخب، وسيتواصلون مع كل الاطراف السودانية لوضع حد لما أسموه بالفوضى التي تضرب البلاد.

+ ماهو الهدف من تكوين التيار؟

التيار يهدف لأن يكون (برلمان شعبي متطوع)، ليست لديه أية امتيازات أو مرتبات، وذلك لإبداء الملاحظات في مختلف القضايا، ولديه خطط اعلامية وسياسية واقتصادية، وستتكون لجان من مختلف التخصصات فئوية وصفوية وجماهيرية تعين على إتخاذ القرارات الصحيحة للنهوض بالبلاد وفق رؤى وخطط علمية وإستراتيجية بناءة.

+ ومتى سيتم الإعلان عن هذا التيار؟

سيتم اعلان التيار خلال أيام عبر مؤتمر صحفي واعلان المجلس القيادي للتحالف من عشرين شخصية وطنية وأمانة عامة من خمسة عشر شخصية. وستتولى رئاسة هذا التيار شخصية قومية شهيرة ومعروف عنها الكفاءة. وبالنسبة لرئاسة اللجنة التمهيدية للتيار، فإن هيئة القيادة ستقوم بإنتخاب الرئيس التنفيذي وفق الآليات والشروط والإجراءات المتبعة.

 

+ هل تتوقعون إستجابة من قبل القوى السياسية؟

 

الاستجابة تمت من كثير من التيارات الشبابية المستقلة ومن الشخصيات القومية وكثير من الأفراد انضموا لهذا التيار دون أحزابهم. ونتمنى أن ينضم البقية كأفراد وليس أحزاب. كما ننادي الأحزاب والقوى المجتمعية والقوى السياسية بتذويب الخلافات والعمل كيد واحدة لمساعدة الشعب السوداني في رجوع الوطن إلى سابق عهده، وعودة المواطنين إلى بيوتهم، عبر العمل التطوعي والمبادرات. وأي إتجاه من الأحزاب للحكم والسلطة، بعد تفويض الشعب للقوات المسلحة نعتبره تفكير (صبياني) وانتهازي واستغلالي. وأي حزب أو قوى تعمل وتدبر حاليًا للوصول إلى الحكم، فأعتقد أنها لا ترغب في استقرار السودان.

 

+ تعيين رئيس مجلس وزراء لإدارة المرحلة المقبلة؟

هي خطوة مهمة إتخذها رئيس مجلس السيادة، لترتيب شؤون البلاد في مرحلة حساسة من تاريخ السودان. ولكن هنالك تغول على الجهاز التنفيذي، ولابد من حسم التدخلات السيادية في قرارات مجلس الوزراء. ونقول: (ريسين بغرقوا المركب). لذلك نطالب بمنح رئيس الوزراء المكلف دفع الله الحاج الصلاحيات كاملة لممارسة مهامه واصدار قراراته دون التدخل من جهات عليا.

+ كثر الحديث عن الفساد؟

 

الفساد لا يمكن السكوت عليه، لآنه آفة تنهش جسد الدولة ويجب مجابهته والقضاء عليه. ونحن بحكم قربنا من الملف الإقتصادي نعلم الكثير وسنكشفه في حينه. ونشير إلى أن دعمنا للجيش لا يمنعنا من الجهر برأينا والمشاركة في الحملة ضد الفساد والمفسدين.

 

+ كيف تنظرون لمستقبل إقتصاد السودان؟

 

سنتقدم برؤية اقتصادية ترسم ملامح الاقتصاد السوداني وتجعله قبلة أنظار العالم في المستقبل القريب. وأبرز ملامح هذه الرؤية تشجيع الإنتاج والإستفادة من ثروات السودان الزراعية والمعدنية والنفطية، والصناعات التحويلية، ووضع السياسات لتشجيع الصادر منعًا للتهريب وإبعاد الأجسام المشوهة من جسد الإقتصاد، مع تفعيل شراكات ذكية مع الدول الكبرى والأشقاء في دول الخليج لجذب رؤوس الأموال وتشجيع المستثمرين للإستثمار في السودان الغني بموارده وأراضيه الخصبة وأنهاره العذبة. كما لدينا الكثير لتقديمه بشأن العملات الأجنبية واستقرار سعر الصرف، عبر الموازنة بين الصادرات والواردات.

+ معظم رجال الأعمال السودانيين ذهبوا إلى مصر وبعض دول الجوار؟

ظروف الحرب فرضت على الكثير من رجال الأعمال مغادرة السودان إلى حين. ولا يخفى على أحد أن مصر قدمت الكثير للسودان والشعب السوداني، وأسهمت في دعم وإيواء ملايين السودانيين. وعلى الصعيد السياسي دعمت مصر شرعية الحكومة برئاسة رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وهي مواقف واضحة وجلية لم تتبدل تستحق عليها مصر شعبًا وحكومة الشكر من السودانيين. وإقتصاديًا أيضًا فتحت مصر ذراعيها لرجال الأعمال السودانيين، مما سيدعم الشراكات الإقتصادية في المستقبل بما يعود بالنفع على البلدين الشقيقين.

 

+ الإستثمار والتعافي الإقتصادي يحتاج للإستقرار الأمني؟

الحرب في السودان تمضي إلى نهاياتها، والحمد لله قواتنا المسلحة تحقق في كل يوم إنتصار جديد على مليشيا الدعم السريع المتمردة. وعلى الصعيد الدولي والإقليمي فإن هناك جهود حقيقية إلى وقف الحرب في السودان، ولعلكم تابعتم ما قاله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قمة الرياض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن مساعيهم لوقف الحرب في السودان، مما يعكس توافقهم حول هذا الملف الحساس الذي يشمل أمن البحر الأحمر. وأنا أقول أن زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط ستغير المسارات وترسم خطة وقف الحرب وفق شروط الجيش السوداني المنتصر وتعافي السودان في القريب العاجل إن شاء الله.