كامل .. سيد الاسم

عبد الوهاب هلاوي

كانوا أربعة من لفت نظري بشكل عجيب ورهيب في كتابة الأغنية .. عثمان خالد، محجوب شريف، سعدالدين إبراهيم. وكان رابعهم وقتها سيد الاسم كامل عبدالماجد.
ومن يوم أن طرقت مسامعي تايه الخصل، لقيت نفسي
ببني لي كامل في عيوني دورين
من مودة ومن منى.
كل من الشعراء الأربعة مختلف طعمه في قلبي عن غيره. وكلهم أكثر من جرئ جدا في اصطياد العصافير وتكوين المعاني وتلوين الصور. مع جرأة غير مسبوقة في استعمال المفردة التي لم يسبقهم عليها أحد.
لكل من الشعراء الأربعة قصص وحكايات في حياتي لا مجال للجمع بها في حديث حب واحد، ولكن إن حاولت الانفراد بكامل ولو لحظة يتداعى شريط من ذكريات اللطف والمؤانسة الساخرة المفيدة .. وهو يحدثك عن كل شئ في صراحة وحب.
سافرت وكامل لمرات، تنازلنا في فندق واحد وغرفة واحدة. قرأنا وضحكنا ضحك طفلين معا. وعدونا فسبقنا ظلنا. من لم يستمع لكامل وهو يغني للكريسمس فكل أعياده ضائعة. ومن لم يدهش وكامل يغني لتلك التي إلتقاها بعد غيبة على شارع من شوارع مدن الضباب لتفاجئه بكلمة أهلا. قبل أن تمضي لحالها. وما كان من كامل إلا أن يكتب:

تقول أهلا .. وعاد أهلا .. منو البرضابا في بلدا لا هولك ولا هولي .. بدورك كنت تحضني وتقول البلد كيفن .. حبابك عشرة يا زولي .. ولعلني لخبطت في النص .. أخطأت كزولتك انت يا كامل الكنتا بتشرك بي حروف اسما للقمري
وتكتبو في ندى الأغصان.
كامل متعة الفكرة كما أسلفت. رقتها وبساطتها وقدرتها على الهبوط الناعم علي قلب القلب ومن أول محاولة. وكامل عقل العالم. وعشق الدرويش المتبتل.
أيها الأحبة: هذه الأرض قد أنجبت .. عفوا إن تناست أن لها أبناء حقا عليها أن تفخر بهم على مر الأيام.
لك الحب صديقي كامل. سعيد بعمر جمعني بك ذات عمر لتظل مفخرة للحب والكتابة.
اخوك هلاوي ..
أسوان .. مطلع أكتوبر واحد وعشرين