عصام جعفر يكتب: الصدمة

مسمار جحا

عصام جعفر

الصدمة

90% من الشعب السوداني اصبحوا في عداد الفقراء.
نسبه الفقر ارتفعت وتضاعفت بعد الحرب حتى اصبح عدد الفقراء يقدر ب 23 مليون سوداني فقير ومحتاج لأساسيات الحياة.
الأرقام والنسب أعلاه أعلنها السيد معتصم محمد صالح وزير التنمية الاجتماعية في مؤتمر صحفي عقده في بورتسودان حضره لفيف من المسؤولين والصحفيين وأنفض المؤتمر الصحفي وفي خاطر الحضور أسئلة كثيرة لم تجد الاجابة الشافية وعلى رأسها بالطبع السؤال الأهم والملح والذي يفرض نفسه بقوة، كيف الخروج من هذا المازق التاريخي وما هي المعالجة الإقتصادية والإجتماعية التي يمكن عن طريقها معالجة ظاهرة الفقر؟، حيث تشكل الأرقام المعلنة للفقر صدمة كبيرة وصورة مؤلمة وفاجعة لكنها متوقعة في ظروف الحرب الطاحنة التي تتعرض لها البلاد ودمار كل موارد البلاد الإقتصادية وتوقف الصادر للأسواق الخارجية والتصنيع.
ظاهرة الفقر بالطبع لها انعكاسات مخيفة على المجتمع السوداني فالفقر هو الضلع الثالث للمثلث الرهيب (الجهل والفقر والمرض) هذا الثالوث الذي من شأنه هدم أي مجتمع وتقويض أي دولة مهما كبرت أو عظمت.
الوزير لم يقدم حلاً أو رؤية واضحة لخفض نسبة الفقر ومكافحته وتحدث حديثاً عاماً عن ضرورة ايجاد مشاريع انتاجية وخلق فرص عمل ولم يوضح كيف يقوم بذلك.
الحرب وحدها ليست المسؤولة عن تكريس ظاهره الفقر في السودان فالفساد المستشري قبل الحرب وازداد ضراوة بعدها هو سبب رئيسي في ضعف الإقتصاد وتبديد موارد البلاد في كل الظروف قبل وبعد الحرب وأبلغ دليل على ذلك عدم الاستفادة من أكبر مورد متاح الآن لدعم خزينة البلاد ودعمها بالنقد وهو مورد الذهب والذي تسيطر عليه مافيا بتهريبه عبر طرق ملتوية وتجنيب عائداته خارج البلاد.
الفقر سيتصاعد في السودان وستزداد نسبه يوماً بعد يوم ولن تكبح جماحه ولن يتوقف إلا بوقف الحرب أولاً وهذه قصة طويلة ومحاربة الفساد ومافيا تهريب الذهب والموارد الأخرى وهذه قصة أطول.
ليس للفقراء في بلادي غير الصبر أو انتظار الموت.