الشاعر والملحن عبد الرحمن الريح .. تواضع الكبار
الشاعر والملحن عبد الرحمن الريح .. تواضع الكبار
بقلم: أمير أحمد حمد
الشاعر والملحن عبد الرحمن الريح، مكتشف النجوم، كان يكتب أشعاره ويزينها بجميل ألحانه، ويُعتبر جسرًا للتواصل بين الحقيبة والأغنية الحديثة، وبذلك يُعد من المخضرمين.
يُعتبر شاعر الروح والجمال، إذ وردت كلمتا الروح والجمال في كثير من أغنياته إن لم يكن جلّها، وقد ذكر كلمة الروح في شعره وأغنياته ما يربو على المئة مرة.
ومن أمثلة ذلك:
أغنية التاج مصطفى: “يا روحي أنصفني”.
وأغنية إبراهيم عوض: “أنا عمري ما حبيت غير الجمال في الروح”.
وأغنية عوض الجاك: “يا جميل يا مدلل” حين يقول: أهدي ليك الروح وانت بي ما تقبل.
كان الفنان الأسطورة عثمان حسين معجبًا بألحان وأغنيات عبد الرحمن الريح، وقد تغنى بكلماته وألحانه مثل:
ما رأيت في الكون يا حبيبي أجمل منك. الفريد في عصرك.
وقد أشاد ود الريح بأداء الأسطورة لهذه الأغنيات، وكان بدوره معجبًا بألحان عثمان حسين، وربطت بينهما علاقة طيبة وود عميق.
في أحد اللقاءات الإذاعية سُئل ود الريح: “لماذا لم تقدم لحنًا لعثمان حسين رغم إعجابك به؟” فكان رده دليلاً على تواضعه، إذ قال: “تعودت أن أهب أغنياتي للفنانين جاهزة كلماتٍ وألحانًا، وعثمان حسين فنان كامل ولديه ألحان رائعة، فاستحييت أن أقدم له عملًا غنائيًا.”
وهذا في نظري قمة التواضع.
فود الريح بلا شك وضع بصمته الخالدة في خارطة الغناء السوداني بموهبته الشعرية واللحنية.
وعندما منح ود الريح الفنان أحمد الجابري أغنيتي حكمة والله وحكاية، ظلتا حبيستين عند الجابري. فسأله ود الريح عنهما وقال له: “لو ما راقت لك، أرجو منحها لرمضان حسن.”
فرد الجابري: “الأغنية أعجبتني، لكن يا أستاذ أنا عدلت في اللحن.”
فطلب ود الريح أن يسمع التعديل، فلما سمعه أُعجب به وأشاد باللحن.
الرحمة والمغفرة للأساطير عثمان حسين وعبد الرحمن الريح وأحمد الجابري.