
عصام جعفر يكتب: بابنوسة
مسمار جحا
عصام جعفر
بابنوسة
القوات المسلحة والقيادة العسكرية هي أعلم بالموقف العملياتي العسكري وهي الأدرى بخططها وتكتيكاتها وأعلم بتقدير الموقف العسكري وإدارة العمليات العسكرية. لكن الناس مشفقون وقلقون للغاية من أنباء بابنوسة المحاصرة ويخشون من تكرار سيناريو الفاشر التي صمدت أمام الدعم السريع وحصار إمتد لعامين وإنسحب منها الجيش في النهاية لتقديرات خاصة به ورغم ذلك كانت وقفة الشعب مع الجيش قوية ومقدرة ولم تتزعزع الثقة بالجيش رغم حديث المرجفين ودعاة الفتنة والتخذيل.
ما أشبه الليلة بالبارحة فالجنجويد يحشدون أنجاسهم ومجرميهم ويهاجمون بابنوسة في محاولة لإحتلالها والإنفتاح على مناطق أخرى كالنهود والخوي.
بابنوسة الآن تشكل نقطة مهمة وبداية عمل جديد تستعيد فيه القوات المسلحة زمام المبادرة وإعادة الأمور إلى نصابها بدحر الجنجويد من كل المناطق التي دنسوها ويجب أن يخرجوا منها صاغرين.
غرف المليشيا الإعلامية وأبواقها الكاذبة يريدون إسقاط بابنوسة بالأكاذيب المضللة والدعاية السوداء وخلق الفتنة وإثارة الذعر والخوف بين الناس وهو مخطط مكشوف ولن ينطلي على الناس الذين خبروا أساليب المليشيا وداعميها من القوى العميلة والأقلام والفضائيات المأجورة الذين يريدون سقوط أي مدينة لإقامة مهرجانات الفرح الكاذب والخيانة المستهجنة والرقص على أجساد الشهداء والمواطنين المغدورين.
بابنوسة الآن محطة جديدة ومعركة منتظرة رغم الحديث عن الهدنة والسلام وإتاحة الفرصة للعمل الإنساني وغيرها من التصريحات التي يصنعها المجتمع الدولي الداعم للمليشيا والساعي لإحتلال السودان.
بابنوسة جولة جديدة لتأكيد مقولة شعب واحد جيش واحد لا إنفصام بينهما وقد جمع الجيش كل قوته ومن خلفه ملايين المستنفرين من أبناء السودان المدافعين عن عزتهم وكرامتهم.
بابنوسة لن تكون آخر المعارك ولكن ستكون إحدى ملاحم البذل والفداء والشهادة والإستشهاد حتى تحرير آخر شبر من البلاد.
بابنوسة ستكون الرد المناسب والمفحم على دعاة الهدنة والسلام الزائف.