د. عمر كابو يكتب: الدويلة .. جهود حثيثة لتحسين صورة السفاح

ويبقى الود

د. عمر كابو

الدويلة .. جهود حثيثة لتحسين صورة السفاح

يبذل الإعلام الرسمي لدويلة الشر جهودًا جبارة لتحسين صورة السفاح السفاك لدى الرأي العام العالمي..
حيث رسخت عند الكافة شخصيته كطاغية يستلذ بعذاب الأبرياء ويطرب لتعذيب الرجال ويسترخص قتل الأطفال حديثي الولادة، وينشرح صدره لسبي الحرائر، ويرتاح لدفن الشباب وهم أحياء دون أن يغمض له جفن..
تابعوا كل شعوب العالم تجدونها قد تشكلت قناعتها على هدى من يقين بأنه فرعون زمانه، ما هو إلا شيطان رجيم في صورة إنسان..
ما تم لقبيلة المساليت في مدينة الجنينة المسالمة يشير بجلاء إلى صمت العالم أمام أبشع جريمة نكراء عرفتها البشرية يوم قامت مليشياه الجنجويدية بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وهي تحفر حفرة عميقة ثم تُلقي فيها آلاف الشباب مكتوفي الأيدي، ثم تكيل عليهم التراب تهجيرًا لبقية المواطنين الأبرياء ضمن خطة الهدف منها إجراء تغيير ديموغرافي يطال أهل السودان واستبدالهم بعربان شتات لا انتماء ولا ولاء وطني خالص لتراب الوطن..
ثم مارست حكومات الدول الصمت المطبق المثير أمام مجزرة الفاشر التي مارست فيها مليشيا آل دقلو كل أصناف المآسي الإنسانية وقسوة الضمير، وهي تفتك بالمواطنين، يتنافس هواناتها فيما بينهم في الفوز بأكثرية القتل وسفك الدماء..
هنا ما كان للضمير العالمي أن يصمت أمام تلك المخازي المؤلمة الصادمة، حيث رأينا الصحافة العالمية وكتاب الرأي والقنوات الفضائية والصحافة الإلكترونية تسارع لشجب واستنكار وإدانة تلك الفظائع، ولأول مرة توجه أصابع الاتهام لأمير الدويلة الذي وجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه..
كان لذلك مفعول السحر حين تحولت موجة السخط العالمي براكين تغلي في مدرجات الاستادات لأندية تتمتع بشعبية جارفة على نحو ما فعلت جماهير الأهلي المصري والترجي التونسي والرجاء البيضاوي المغربي ومانشستر سيتي، رافعين شعارات إدانة كاملة لدويلة الشر وحاكمها المستبد..
لتصل هذه الحملة قمتها وقد بات الجميع، حكومات وشعوب، أمام قناعة راسخة باتهام الدويلة بدعم ورعاية ومساندة ومؤازرة مليشيا الجنجويد الإرهابية تنفيذًا لمؤامرة صهيونية تستهدف السودان شعبًا وجيشًا وحكومة..
ردة فعل حكومة الدويلة جاءت سريعة في محاولة يائسة استهدفت تحسين صورته القبيحة الذميمة التي تسبح الآن في بركة من دماء الشهداء هي من قامت بقتلهم واستباحة دمائهم الطاهرة الزكية..
لكن لا أعتقد بمقدورها أن تفعل شيئًا حتى ولو اجتمعت لديها كل مساحيق التجميل؛ لأن كمية القبح أسوأ بكثير من كل خطوة في هذا المنحى..
ما أعلمه أن الشعب الطيب يغلي داخليًا، يعتقد بأن أميره الظالم قاده ويقوده بحماقة إلى المجهول بعد أن رأى انفضاض دول كبيرة كان يعتقد أنها ستقف معه..
الطاغية اكتشف ولأول مرة أن دولًا مهمة ذات نفوذ وتأثير على السودان أعلنت عن رفضها التام تدخل الدويلة السافر في السودان وإشعالها لحرب دمرته وبطشت بأهله..
حتى الدول الكبيرة وفي مقدمتها ألمانيا وكندا بدت تعلن مواقفها الرسمية بإدانة جرائم وفظائع الجنجويد كمليشيا إرهابية تستحق فرض عقوبات على قادتها..
بينما رأينا جنوب السودان دولة تبادر بمصادرة شركات وأموال المليشيا.. تغيير جذري من داعم لها إلى دولة تقف ضدها لدرجة المصادرة..
هذه التغييرات فرضها وعي الشعوب التي بدت تظهر تعاطفها مع الشعب السوداني..
هذه المواقف ستزيد من مساحة الحنق عليه داخليًا وخارجيًا، وسيضيق الحبل عليه رويدًا رويدًا حتى يجد نفسه مخنوقًا لا يلوي على شيء..
كل الغرف الإعلامية لدويلة الشر لن تغيّر واقع الحال لحاكمها، فهو في قلوب الشعوب الحرة نموذجٌ لقاتل سفاك يمارس الذبح والقتل للإنسان السوداني بمتعة واسترخاص، ما يصنّفه في خانة أعظم فرعون علا في الأرض واستكبر ومكر مكرًا كبارًا..
أمير الدويلة طغى وتجبر، وليس لنا سوى اللجوء إلى الله رب العرش العظيم القاهر فوق عباده ليرينا فيه يومًا أسود، وما رب بظلام للعبيد..