في ذكرى ثورة ديسمبر .. الشعب السوداني يؤيد الجيش
في ذكرى ثورة ديسمبر .. الشعب السوداني يؤيد الجيش
تقرير: الهضيبي يس
دعت جهات حكومية وقوى سياسية داعمة للجيش الشارع السوداني للخروج اليوم السبت في ذكرى انطلاق ثورة ديسمبر للتظاهر وإعلان موقفهم الداعم للحكومة والجيش في معركته الحالية. وأوضح حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، في تعميم صحفي أن الهدف من دعوة السودانيين للخروج والتظاهر يوم غداً يتمثل في استنهاض الأمة السودانية لطاقاتها وشحذ همتها في سبيل الدفاع عن النفس والذود عن العرض والأرض، بجانب تأييد ومناصرة الجيش السوداني والقوات المشتركة والقوات المساندة الأخرى في حرب الكرامة.
وأشار كذلك إلى أن من بين أهداف التظاهر المطالبة بتصنيف “المليشيا المتمردة” كمنظمة إرهابية، بالإضافة إلى التأكيد على أن دولة الإمارات العربية دولة عدوان ويجب رفض وجودها ضمن الآلية الرباعية.
وأصدرت حكومة ولاية الخرطوم تعميماً لكل المواطنين والوحدات المختلفة في الداخل والخارج للمشاركة في الوقفة الشعبية يوم السبت عند الساعة الثانية بعد الظهر، وذلك تضامناً مع الجيش السوداني ومؤازرة له لتحقيق النصر الشامل.
وقالت اللجنة الإعلامية للأطراف المنظمة للتظاهر في بيان لها، إن السودان يمر بمنعطف جيوسياسي بالغ التعقيد يضع مفهوم الدولة الوطنية أمام اختبار وجودي غير مسبوق، ولهذا تأتي دعوة الشعب للخروج يوم غداً لتشكيل رافعة سياسية ومجتمعية تهدف إلى إعادة ضبط البوصلة الوطنية وفق محددات السيادة والقانون الدولي.
وذكر البيان: “إن هذا الحراك المرتقب يتجاوز فكرة التظاهر التقليدي ليطرح نفسه كاستفتاء شعبي ملزم يعيد تعريف قواعد الاشتباك الدبلوماسي والميداني عبر مصفوفة مطالب ثلاثية الأبعاد: هي مركزية المؤسسة العسكرية واحتكار العنف المشروع والحفاظ على هيكلية الجيش بما يضمن منع تكرار السيناريو الصومالي أو الليبي في السودان”.
وشدد على ضرورة التكييف القانوني لكيان المليشيا المتمردة ـ الدعم السريع ـ وتصنيفها كمنظمة إرهابية، وذلك استناداً إلى السجل الموثّق من الانتهاكات الممنهجة والجرائم التي ترتقي إلى جرائم الحرب والتطهير العرقي، فضلاً عن تحصين القرار الوطني ورفض تضارب المصالح ورفض أي دور لدولة الإمارات في الرباعية أو أي محفل تفاوضي بسبب تورطها في إذكاء الصراع.
وأضاف أن يوم 13 ديسمبر ذكرى الثورة، وهو فرصة سانحة للنخب والقواعد السودانية لإعادة صياغة السردية الوطنية وتوجيه رسالة شديدة اللهجة للعالم: إن هندسة مستقبل السودان شأن سيادي خالص، ولن تُقبل أي تسويات تنتقص من كرامة الدولة أو تشرعن وجود المليشيا، حيث يعتبر يوم 13 ديسمبر ذكرى مهمة للسودانيين ومحطة من محطات عديدة مرت بها ثورة 19 ديسمبر في العام 2018م، والتي انتهت بإسقاط حكومة الإنقاذ في السودان.
ويؤكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ماجد محمد أن مثل هذه الدعوات الموجهة للشارع السوداني تعتبر فرصة لإظهار موقفه الحقيقي مما يجري في البلاد، ومن المبادرات التي تسعى بها أطراف إقليمية ودولية لتكريس حلول لقضية الحرب لا تضع السودانيين نصب أعينها رغم أنهم أصحاب المصلحة الحقيقيون.
وأضاف: “القضية ليست إظهار دعم الشارع السوداني لقواته المسلحة في مواجهة هذه المليشيا التي تدعمها قوى خارجية لتحقيق أجندتها في السودان، لأن دعم الشعب لها ظل علامة بارزة خلال السنوات الماضية، بل تكمن في رسالة تأكيد الشارع في هذه المناسبة المرتبطة بثورة ديسمبر رفضه الخضوع للمشاريع والأجندات الدولية واصطفافه خلف مؤسسات الدولة”.
وزاد ماجد أن هناك تحديات حقيقية قد تواجه المنظمين في مثل هذا اليوم، منها غياب آليات عمل جماهيري وعدم وجود عمليات تنسيق مسبقة بين القوى الداعمة للدولة في هذه المعركة الوجودية، إلى جانب قصور كبير في التواصل مع المواطنين في أماكن سكنهم وتجمعاتهم. لكنه عاد وشدد على أن هذه الدعوات قد تكون سانحة حقيقية لكل القوى الوطنية الحادبة على بقاء الدولة وانتصار الشعب في هذه المعركة لتأسيس منصة وطنية لتوحيد جهودها وتجذيرها شعبياً.