البرهان والسيسي .. رسائل الأمن القومي والتنسيق في زمن الحرب

البرهان والسيسي .. رسائل الأمن القومي والتنسيق في زمن الحرب

تقرير: مجدي العجب

في توقيت دقيق تمرّ به البلاد، تتشابك فيه التحديات الأمنية والسياسية مع استحقاقات الحفاظ على وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها، تتجه الأنظار إلى القاهرة، حيث تمثل الدبلوماسية الإقليمية أحد أهم مسارات دعم الاستقرار. وتأتي زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى مصر لتعكس عمق العلاقات التاريخية والمصير المشترك بين الخرطوم والقاهرة.

 

زيارة في زمن الحرب

تأتي هذه الزيارة في وقت تخوض فيه الدولة السودانية حرباً دفاعاً عن سيادتها ووحدة ترابها الوطني، حيث يواصل الجيش السوداني، مسنوداً بإرادة شعبية واسعة، معركته ضد المليشيات المتمردة، بالتوازي مع جهود سياسية ودبلوماسية تهدف إلى إيجاد تسوية شاملة تحفظ هيبة الدولة وتضع حداً لمعاناة المواطنين.

 

قمة استراتيجية

 

وناقش اللقاء بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سبل تعزيز التعاون الثنائي وتنسيق المواقف تجاه تطورات الأوضاع في السودان، بما يسهم في دعم الجهود الوطنية لاستعادة الأمن والاستقرار، وترسيخ علاقات الأخوة والتكامل بين البلدين في مختلف المجالات.

البرهان يرسل رسالة قوة

وأكد الأكاديمي عصام الدين حسن أن زيارة البرهان تمثل تحركاً سياسياً استراتيجياً محسوباً، يعكس وعي القيادة السودانية بتعقيدات المرحلة الإقليمية والدولية. وأضاف في حديثه لصحيفة «ألوان» أن التنسيق مع القيادة المصرية يبعث رسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها أن الدولة السودانية ما زالت متماسكة، وتدير معركتها السياسية والدبلوماسية بثقة واقتدار.

الشراكة مع مصر درع واقٍ

ويشير مراقبون إلى أن زيارة البرهان تمثل تحركاً دبلوماسياً حاسماً لتوسيع دائرة الدعم الإقليمي للدولة ومؤسساتها الشرعية. وقال المراقبون الذين استطلعتهم «ألوان» إن الزيارة تعزز فرص الوصول إلى تسوية تحفظ وحدة السودان وسيادته، بعيداً عن أي تدخلات أو أجندات خارجية.

القاهرة تحسم موقفها

وجددت جمهورية مصر العربية تأكيدها على دعمها الكامل لوحدة السودان وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية، مؤكدة أن أي مساس بهذه الثوابت يُعد تجاوزاً لخطوط حمراء تمس الأمن القومي المصري، المرتبط بشكل عضوي بالأمن القومي السوداني. وأكد البيان الصحفي دعم مصر الكامل للجيش السوداني ومؤسسات الدولة، ورفض أي مشاريع تفكيك أو إنشاء كيانات موازية، مع الاستمرار في العمل ضمن إطار الرباعية الدولية لإيجاد هدنة وإنشاء ممرات آمنة لحماية المدنيين.

خط أحمر

ليست زيارة البرهان إلى القاهرة مجرد محطة دبلوماسية عابرة، بل رسالة واضحة للعالم أجمع مفادها أن السودان دولة واحدة، وسيادته خط أحمر، وجيشه يدافع عن كرامة شعبه وأرضه، في إطار شراكة استراتيجية مع مصر تحمي الأمن الإقليمي. وتؤكد هذه الزيارة أن أي محاولات لتفكيك الدولة السودانية ستواجه بالرفض القاطع والموقف الحازم، وأن إرادة السودان وحكمة قيادته قادرتان على حماية الوطن واستعادة الاستقرار مهما عظمت التحديات.