كمال حامد يكتب: قليل من العقلانية

من السبت إلى السبت

كمال حامد

قليل من العقلانية

** الحال في السودان منذ سنوات يجعلك تحس بأن البلد ما فيها عقلاء، زمان حين تحصل أزمة نسمع بتدخل العقلاء و لا أعرف متى تدخلوا مؤخرا؟ بل من هم العقلاء؟ واين هم؟.
** حاولت أن استعرض بعض أسماء لعقلاء وفشلت، ونصحني صديق بأن نهتم الآن بما يوجب تدخل العقلاء، وقد يكون في هذا ضربة البداية لإعداد الملعب لعقلاء فقد يظهرون.
** ترى هل بين من يتلذذون بأخبار الموتى وانتهاك الحرمات عقلاء؟ ومن يبحثون عن ذرائع لمن أعملوا الموت في الأبرياء في ود النورة والهلالية وأخيرا القطينة؟
** أليس هنالك عقلاء بين من يضيعون الوقت في تعديل ما يسمى الوثيقة الدستورية المنتهكة مند يوم التوقيع عليها في ٢٠١٩م.
**الوثيقة الدستورية أعدها ووقع عليها ثلاثة أطراف منهما طرفان، قحت والدعم السريع الأقوى والأطول لسانا وفرضا ما تم فرضه عليهما على الطرف الثالث الجيش السوداني الذي تعشى بهما قبل أن يتغديا به فيما سمي بالاتفاق الاطاري، والآن يحاول تعديلها.
** لو يوجد عقلاء لاقترحوا عمل وثيقة جديدة تراعي الظروف والمتغيرات المحلية والاقليمية و الدولية، بدلا من ترقيع الثوب البالي.
** عجبت لاعلان بعض التعديلات التي اختطفها العالم الخارجي ليسدد أولى الضربات وهي صرف النظر عن تكوين برلمان تشريعي والاستعاضة عنه باجتَماع مشترك لمجلسي السيادة والوزراء ومجموعة الولاة، وهم طرف الحكومة والطرف المنوط به مراقبة الأداء.
** لو كان هنالك عقلاء لاقترحوا عليهم الاعلان عن ارجاء موضوع المجلس التشريعي للمزيد من التشاور، وتواصل قيادة الجيش ادارة المرحلة.
** تكوين مجلس سيادة انتقالي لتسعة وثلاثين شهرا، هدفه ترضيات الموجودين الآن على الساحة وسيتكون من أحد عشرة عضوا منهم ستة عسكريون وثلاثة عسكريون من قوات َما يسمى الكفاح المسلح يعني تسعة، ومعهم سيدتان، هذا المقترح، وأين تمثيل المجتمع السوداني العريض باداراته الاهلية والنقابية المجتمعية وطرقه الصوفية، وفصائل الشباب؟.
** المرحلة تتطلب تنازلات من الجميع وهي مرحلة لانهاء الحرب وإعادة التعمير، يعني لا مجال للجدل السياسي والمحاصصات والمخاصصات.
** العمل الخارحي المدروس ضد البلاد والمتعوب عليه يستحق تدخل العقلاء بالاتصال بالجهات النافذة والتي لها علاقات متميزة مع الجهات الخارجية، أو على الأقل مع البرلمانيين الأنشط والجهات الإعلامية الأقوى للتعامل معها بما يتوفر وتتطلبه المرحلة ولن أزيد.
** أين العقلاء لمواجهة تهمة وجود مجاعة في السودان لتؤدي للتدخل الخارجي، ومنظمة الفاو الدولية تؤكد لا مجاعة، و المتوفر من الحبوب ممكن أن يكون للتصدير، ولكن أين العقلاء المستشارون؟.
** حزب الأمة حزب الأغلبية، الذي كان وحاليا سبعة أحزاب تحمل نفس الإسم، والمجموعة الأكبر التي تضم أبناء الإمام الراحل السيد الصادق منقسمون إلى ثلاث فئات، وأين العقلاء؟ بل أين من بقي من كبار آل البيت المهدوي؟ أين السيد أحمد المهدي؟ بل أين الكبير القائم على أمر الأنصار الدكتور عبد المحمود أبو، ولماذا هو صامت؟ قد يكون (فوق رأي) ولكن إلى متى؟
** (الما عندو كبير يبحث ليهو عن كبير) نحن في كل المجالات والكيانات نعترف (ما عندنا كبير) وإلا ما كان هذا حالنا.

تقاسيم .. تقاسيم .. تقاسيم

** كتبت قبل أيام عن ضرورة تفعيل (نعمة العفو والتسامح) وإطفاء (نقمة الانتقام والكراهية) رغم الضرر الكبير الذي أصاب الأعراض والممتلكات، ولكن لنعلم أن بالقانون يكون القصاص والاتهام والادانة والحكم وليس بأخذ الأمر باليد.
** مواكب عودة النازحين واللاجئين من داخل السودان ومن مصر كشفت عن وجه سوداني مؤكد في مبادرات تسهيل العودة وفي دموع الوداع، ليتنا نوثق ذلك للأجيال.
** أسعدني خبر الاتفاق مع مصر لاعادة صيانة كوبري شمبات، لما لهذا الجسر من مكانة وأهمية ولأنه الأول على نهر النيل ما بين خزان جبل الأولياء والسد العالي، وأتذكر بعد ثورة اكتوبر ١٩٦٤م تم الافتتاح بحفل كبير ولما هم الوزير الأمير الكبير المرحوم عبد الله عبد الرحمن نقد الله بقص شريط الافتتاح انطلقت الهتافات من كل المكان بحياة الفريق إبراهيم عبود ونظامه الذي شيد الجسر.
** بعد كوبري شمبات الذي أقامه (نظام عبود) أقام (نظام مايو) العديد من الجسور المهمة، بدا بجسر حنتوب ثم كوبر كوستي و هلمجرا، وظل جسر شمبات وحده على النيل إلى أن شيد نميري جسر العطبرة، وشيد (نظام الانقاذ) جسر المتمة وجسر عطبرة أم الطيور وجسر دنقلا السليم وسد مروي.
** أتالم لأخبار من الجنوب لإقامة استفتاء أبيي من طرف واحد وما يتردد عن دعم جنوبي للتمرد، ليتنا ننام ونصحو على عودة المياه لمجاريها بين شعب واحد يعيش في دولتين، ذكرت هذا لزميلنا الصحفي الاستاذ خميس حقار الذي عمل معنا باخلاص لسنوات وحاليا هو من ضمن فريق سفارة جنوب السودان بالرياض.
** موسى هلال زعيم المحاميد الرزيقات لمع اسمه مؤخرا كما لمع قبل سنوات لاعلانه اول المطلوبين للجنائية، وتعب زملاؤنا المراسلون في الاتصال به ومنهم اثنان من كبار مراسلي البي بي سي وبذلت معهما جهدا لم ينجح.
** مرة اتصل بي شخص يسألني إن كنت أرغب في لقاء الشيخ موسى، أكدت له ذلك قال غدا سآخذك إليه، سألته أين في دارفور؟ أجاب لا هنا وعلى بعد خطوات من مكتبك.
** أبلغت الأخوة في بي بي سي بذلك، وقلت ممكن يشاركني أحد المراسلين الموجود في الخرطوم، جاءني الرد من الاستاذة الكبيرة ناهد نجار المشرفة يومها بأن هذا سبق كبير وحق لك حسب توجيه رئيس القسم العربي.
** في الموعد المحدد مع الشاب المكلف لتوصيلي، فتحت باب السياره ذكر أن الموقع قريب جدا، وتحركنا من مكتبي وقطعنا شارع البلدية وتوقفنا أمام فندق الأكروبول حيث يقيم المراسلون وعجبت، وأشار لدكانة صغيرة لبيع الأدوات الكهربائية ملاصقة الفندق، دخلنا وأمام سلم للطابق الأعلى للمخزن للمحل صعدت لأجد نفسي وجها لوجه أمام الشيخ موسى، وأبلغت لندن وكان فتح الخط وتم أول حوار مع المطلوب الأول للجنائية وأذيع وأنا أخرج من الدكانة ألقيت نظرة على الفندق (المليان مراسلين) باحثين عن موسى هلال.
** العاصمتان العربيتان الخليجيتان الدوحة والرياض تتصدران الأخبار، فقطر تسهم وتنجح في اتفاق غزة والمملكة تبدأ في جمع القوتين الأعظم الكبيرين الولايات المتحدة وروسيا.
** تحية للقيادة القطرية العظيمة سمو الشيخ تميم آل ثاني وللقيادة السعودية الشابة سمو الأمير محمد بن سلمان آل سعود، فيما تعيش عاصمة أخرى جارة تحت دعوات المنكوبين بسياساتها وتدخلها القاتل.
** إلى الآن مصر تقف بقوة في مواجهة تهجير الفلسطينيين وكذلك الاردن، وأمام عنجهية ترامب، وتحدد الرابع من مارس لقمة عربية لتحديد الموقف النهائي وربما فرز الكميان.
** بعد أيام يخوض هلال السودان معركته في الدور ربع النهائي في البطولة الافريقية غمام الأهلي المصري، ولا أعرف لماذا الخوف من المباراة؟ وسبق للهلال والمريخ الفوز على الأهلي (وكمان بالتلاتة) وكان الأهلي أفضل منه الآن كما كان الهلال أقل مما هو عليه الآن.
** فرصة أولاد الهلال كبيرة وحاضرة والفريق نال من الإعداد وتوفير الامكانيات والمحترفين والجهاز الفني المستقر ما يتفوق على الأهلي، فهل يتفوق علينا الأهلي بالروح و الاصرار؟السؤال لأولاد الهلال.
** طفرت دمعات من عيني وأنا اسمع تحرير مدينتي نعيمة بالنيل الأبيض وأبوقوتة بالجزيرة لأنني تذكرت صديقين عزيزين، الدكتور عمر نور الدائم الذي زرنا معه نعيمة والزميل الأستاذ عبد المجيد عبد الرازق الذي زرنا معه كثيرا أبوقوتة وقوز الناقة رحمهما الله.
** تابعت مادة عن حفل تأبين لصديقنا المرحوم الأستاذ عثمان عمر الشريف المحامي والسياسي والوزير والرياضي، الذي تشهد له كل هذه الكيانات بالتميز والسيرة الحسنة ربنا يرحمه ويجزي خيرا من كرموه وخلدوه.
** نتقل لجوار ربه الزمبل الصحفي الأستاذ هاشم عثمان الذي عمل بإخلاص في الصحافة والتلفزيون وأكثر من جهة وكان مثالا وفقدا كبيرا يرحمه الله.
** مات الجندي الشاعر المساعد محمد علي عبد المجيد صاحب الصوت القوي (من غيرنا) وصاحب الكلمات القوية التي تبعث الحماس، لقي ربه في حادث مروري أول أمس الخميس بنهر النيل، نسغل الله له الرحمة و الجنة. إنا لله وإنا إليه راجعون.
** أمس فقدت عطبرة أحد رجالها المتميزين في العمل الإنساني والاجتماعي مات العم حسن خبير، نسأل الله له الجنة والعزاء لأسرته في عطبرة والشمالية.
** قد نلتقي السبت القادم إن كان في البدن صحة وفي العمر بقية.