د. عمر كابو يكتب: كينيا .. السياسة فن الممكن

ويبقى الود
كينيا : السياسة فن الممكن…
بقلم دكتور عمر كابو
** تابع الرأي العام مسخرة مليشيا الجنجويد وقحط جناحها السياسي وهما يحشدان هتيفة في نيروبي في محاولة يائسة بائسة للإعلان عن حكومة جديدة ((ضرار)) تقسيمًا للسودان مثلما فعل حفتر في ليبيا…
** وهو لعمري قمة الغباء السياسي ليس لأنه ضد رغبة الشعب السوداني ولا لأنه نزعة لتقسيم البلاد ولا لأنه يأتي في إطار مخطط دولي لتفتيت وحدة البلاد فكل ذلك صحيح…
** ولكن لأن الإعلان عن حكومة أخرى مطلب عز المنال من ناحية الاعتراف به على الأقل في محيطنا المجاور والذي يصعب أن تبادر أي دولة بالاعتراف بحكومة ((مليشيا)) توجه السلاح لصدر شعبها البرئ…
** مرد الأمر بكل بساطة يعود إلى أن هذه الدول تخشى على نفسها من أن تكتوي من نيران ذات الممارسة إن نجحت المليشيا الجنجويدية وحاضنتها السياسية في إقرار نموذج تعيس كهذا…
** هذا الذي يبرر رفض تشاد وجنوب السودان وأثيوبيا التي تعاني من معارضة مسلحة هي من القوة بمكان ما يجعلها قادرة على تحويل تلك الدول لباحة حرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس..
** هنا يكمن خبل وضعف وضحالة تجربة هؤلاء الحمقى الذين ظنوا أنهم بمجرد حشد البسطاء السذج وأصحاب الحلاقيم المشروخة يتيح لهم إعلان تلك الحكومة الضرار…
** ونسوا أن ((أبى أحمد)) عسير عليه القبول بحكومة مليشيا تصلح نموذجًا صارخًا لجبهة التقراي الأكثر شراسة والتي كادت أن تسيطر على العاصمة أديس أبابا ذات مرة بعد أن دانت لها السيطرة كاملة على بعض الأقاليم فرجل هذا وضعه هل يتوقع معه الموافقة على مثل هذا القرار ؟؟؟!!!
** وحال الرئيس التشاد من حال أبي أحمد حيث المعارضة المسلحة كان قاب قوسين أو أدنى من القصر ذات هجوم ضارٍ عليه انفطر له فؤاده يكفي أن هذه المعارضة فتكت بأبيه..
** ذاك شأن الدول التي بها معارضة مسلحة ،،أما الدول التي ليست بها معارضة مسلحة فإنها تخشى على نفسها من أن تغري هذه الخطوة المعارضة السلمية داخلها لتتحول إلى مليشيا متمردة بغية التحول إلى حكومة منشطرة من الوطن الأم…
** لذلك شاهدنا تأجيل الاعلان عنه مرتين رغم أن كل الدول رفضت مجرد الفكرة حيث سارعت إلى دعم خيار السودان الوطن الواحد لم يشذ منها بلد واحد؛؛ حتى الداعمة مثل الإمارات العربية المتحدة لم تجاهر بدعمها لتكوين حكومة من مليشيا الجنجويد وحمقى القحاطة…
** فيما يلي كينيا فإن موجة من السخط الشعبي الكبير عبرت عنه الأجهزة الإعلامية والبرلمان الكيني حيث انبرى الجميع ينددون بخطوة الرئيس الكيني في استضافة هؤلاء القتلة المجرمين…
** أجزم لو أنفق أصحاب المؤامرة على وطننا وشعبنا مليارات الدولارات لما استطاعت انتزاع اعتراف دولي واحد من دولة صغيرة وهو ما يؤكد زعمنا الأكيد بأن هؤلاء الخونة يعانون من متلازمة عمى البصيرة التي تحيطهم دوماً في سياج البله والغفلة والعبط ما يجعلهم دومًا الأقرب لإتخاذ القرار الخطأ غير الصحيح…
** زعمت المليشيا المتمردة أن ستشكل حكومة فأبشر بطول سلامة يا موطني..
** عزيزي القارئ السياسة فن الممكن ولكن قيادة المليشيا وحمقى القحاطة لا يدركون من أصول الفن ما يجعلهم يتعمقون معنى العبارة : (( السياسة فن الممكن)) لذلك هم إحباط مستمر فيه يرذلون..