طالب لجوء سوداني يُثير جدلاً في الأوساط القانونية البريطانية

لندن: ألوان
أُعلن عن طالب لجوء سوداني، يبلغ من العمر بين 23 و25 عامًا، كطفل من قبل القضاة، رغم وجود لحية خفيفة وانحسار في خط شعره.
وكان المهاجر السوداني قد عبر القنال الإنجليزي مدعيًا أنه طفل يبلغ من العمر 16 عامًا. وعلى الرغم من أن وزارة الداخلية البريطانية قررت سابقًا أنه شخص بالغ، إلا أن هذا القرار أُلغي لاحقًا من قبل قضاة الهجرة، مما يعني أنه سيتم اعتباره طفلًا بقضية طلب اللجوء الخاصة به. وبناءً على ذلك، تم إلزام المجلس المحلي المسؤول عن رعاية طالب اللجوء بدفع أكثر من 30,000 جنيه إسترليني لتغطية تكاليفه القانونية.
وأفادت المحكمة بأن تقييم الحكومة الأولي أشار إلى أن مظهره الخارجي، بما في ذلك “انحسار خط شعره” و”اللحية الكثيفة”، جعله يبدو “أكبر سنًا بكثير”. لكن طالب اللجوء أكد أنه وُلِد في 3 أبريل 2007، مما يجعله في سن 16 عامًا وستة أشهر عند وصوله إلى المملكة المُتحدة. إلا أن مسؤولي وزارة الداخلية ومجلس بلدية هاونسلو في لندن، حيث تم إيواؤه، رفضوا هذا الادعاء، معتبرين أن عُمره يتراوح بين 23 و25 عامًا، وهو ما أكده تقييم رسمي كامل للعمر في مايو 2024. كما أشارت وزارة الداخلية إلى أن طالب اللجوء كان “متعمّدًا” في إخفاء بعض التفاصيل عنهم، وأنه قدم معلومات “متناقضة” بشأن عمره واسمه وأوراق هويته. ونتيجة لذلك، تم نقله إلى سكن خاص باللاجئين البالغين، لكن فريقه القانوني رفع دعوى لمراجعة القرار قضائيًا. وفي ديسمبر 2023، أمر قاضٍ بإعادته إلى سكن مخصص للأطفال حتى يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن قضيته. وقد نظر القاضي هوجو نورتون-تايلور في القضية، وهو نفسه الذي سمح سابقًا لعائلة فلسطينية بالبقاء في المملكة المتحدة من خلال برنامج اللاجئين المخصص للأوكرانيين. وقرر القضاة الحكم لصالح طالب اللجوء، وأمروا بإلغاء تقييمات العمر السابقة. وجاء في نص الحكم: إن مجلس بلدية هونسلو يتعين عليه من الآن فصاعدًا معاملة مقدم الطلب وفقًا لعمره المزعوم وتقديم الدعم والخدمات له بناءً على ذلك، وفقًا لقانون الأطفال لعام 1989.. كما اعتبرت المحكمة أنه من المرجح أكثر من عدمه أن مقدم الطلب قد قدم رواية حقيقية عن عمره وتاريخ ميلاده، رافضةً بذلك مخاوف وزارة الداخلية بشأن التناقضات في قصته.