
د. عمر كابو يكتب: حزب الأمة: سخرية القدر أم سخرية قرنق؟!
ويبقى الود
د. عمر كابو
حزب الأمة: سخرية القدر أم سخرية قرنق؟!
** إن نسيت فلن تنسى الذاكرة السياسية للدكتور جون قرنق سخريته اللاذعة تلك يوم علق ساخرًا من موقف لحزب الأمة لم يعجبه : (حزب الأمة دائمًا شادي حلتين ،،حلة للحكومة وحلة للمعارضة.).
** لا أدري ماذا كان سيقول لو استيقظ من رقدته السرمدية الطويلة ووجد الفريق (الوطني) عبدالرحمن الصادق المهدي يقاتل بشرف مع القوات المسلحة جيشنا الباسل الصابر، ثم حدق أمامه فوجد برمة رئيس الحزب يقف في أقصى مواطن النذالة يدافع عن مليشيا تقاتل جيشًا ترقى فيه من أسف لدرجة اللواء بينما تاه أمينه العام الواثق البرير فلا استطاع أن ينحاز بشجاعة للوطن ولا رضى أن يجلس مع (رئيسه) في مقعد الخيانة العظمى مؤازرة ومساندة لمليشيا الجنجويد…
** هو حزب الأمة الذي نعرف لم تجتمع كلمته يومًا على هدى أو سداد أو اعتدال دومًا هو في حالة (بين بين) رمادي المواقف يتقوقع في منتصف الطريق،، منبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى…
** هذا الوضع أورث الحزب انعدام ثقة عند كل قواعده التي بدت أكثر زهدا فيه وفي الانتماء إليه بعد أن استشعرت خيانة بارزة بدت على قياداته البارزة باستثناء عبدالرحمن الصادق المهدي والذي رفض أن يبيع مواقفه لأجل منفعة شخصية أو غرض زائل…
** وفي محاولة لادراك ما يمكن ادراكه هاهي مريم الصادق المهدي تخرج من صمتها المريب لتعلن جملة مواقف جديدة تعد إنقلابا كاملاً عن قناعاتها ومنطلقاتها الفكرية السابقة…
** من ناحية أكدت على وطنية قواتنا المسلحة واشادت بانتصاراتها الباهرة وبسط سيطرتها الميدانية على أرض القتال مشيدة بالبرهان وقيادته الحكيمة للمعركة…
** لكن أقوى ما ذهبت إليه أنه دعت إلي ضرورة قيادة حوار مع الحركة الإسلامية باعتبار أثرها وتأثيرها الكبير على مجريات الأحداث…
** هذا التحول غض النظر عن دواعيه وأسبابه ومنطلقاته فإنه بلا شك يحسب تطورًا ايجابيًا يصب في مصلحة تجربتها السياسية التي كانت دومًا توصف (بعدم النضج).
** هنا يجب أن نفرق بين أمرين:
بين تعاطي الإسلاميين مع تصريحاتها الإيجابية في مواجهتهم واعترافها أخيرًا بحضورهم الفاعل وأثرهم الباقي وقوتهم الضخمة وتنظيمهم الحاشد فإن للحزب مؤسساته التي هي الأقدر على تكييف هذه التصريحات التي قالت بها فلا نصادر على المطلوب ناطقين باسمه من دون تفويض أو مقام يسمح لنا بذلك…
** أما ما قالت به من مغازلة لقواتنا المسلحة فإنه ليس من المعقول ولا المقبول أن تقف ضدها من موقعها كأحد أبرز قيادات قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للمليشيا المتمردة الشريك الأصيل في المؤامرة ضد شعبنا وجيشه الوطني العظيم زهاء العامين ثم تأتي بكل سهولة ويسر لتعلن في براءة الأطفال عن دعمها الكامل لها بعد أن تأكدت من دنو حسم المعركة لصالح جيشنا العظيم…
** صحيح أنه يجب ألا تساوى بين جرم حمقى قحط الذين ما زالوا يتمترسون خلف المليشيا المتمردة وبين من أعلن استسلامه ضمنًا كما فعلت بنت الصادق مريم البارحة فهما ليس في الجرم سواء…
** مهم قبول اعتذارها في هذه المرحلة ولكن من الضروري تقديمها لمحاكمة عادلة كمتمردة ضد الشعب وجيشه الوطني ساندت سياسياً المليشيا وانحازت طوال شهور الحرب لها…
** ذاك هو الخيار الأعدل والأوفى والأحكم حتى تستطيع الدولة تنفيس الشارع من غضبة مضرية لا تحمد عقباها تنتظر كل قيادات قحط وتنمر شرس سينال منهم عقوبات شعبية مذلة ربما فتكت بهم…
** رسالتنا للنائب العام أن يعلن مريم الصادق المهدي كمتهمة في جرائم القتل والسحل والأسر والنهب والاغتصاب التي لحقت بالشعب السوداني وحرائره بدعم ومساندة ومؤازرة من قحط التنظيم السياسي التي تقف مريم الصادق المهدي كأحد أهم رموزه..
** يعلنها لتبقى في الحبس سجينة تتمتع بكافة الحقوق والواجبات التي كفلتها لها القوانين ولوائح السجن كمتهمة حقيقية في بلاغ هو الأضخم الشاكي فيه حكومة السودان والمواطنين كل يمثل حقه الخاص…
** ذاك ما كان من سخرية القدر أن تصطف قيادات حزب تنتمي جذوره إلي رجل اسمه الإمام المهدي كان له في مقاتلة حشود الغزاة الطغاة الطامعين خلف ذات الطغاة الطامعين تحت لافتة اسمها الدعم السريع مليشيا قوامها عربان الشتات من ليبيا وتشاد والنيجر ومالي وأفريقيا الوسطى والسنغال…
** وتبلغ السخرية مداها أن يكتشف الرأي العام بأن من يقود المليشيا ويتقدم صف المساندين لها رئيس حزب الأمة المدعو برمة فهل من بعد ذلك كله موضوع يدعو للضحك والازدراء أكبر من هذا ؟؟؟!!!
** عزيزي القارئ متى يمن الله بالشفاء العاجل لحزب الأمة فيخرج من دائرة النفاق السياسي ليعلن بكل وضوح رؤيته في القضايا المصيرية دون تغبيش للوعي أو خداع للرأي العام الذي أضحى أكثر نضجًا بلعبة تقسيم الأدوار التي ظلت ممارسة سياسية مكشوفة الأبعاد حكراً على هذا الحزب الذي بدت عليه أعراض الشيخوخة المبكرة والزهايمر المنسي .