عصام جعفر يكتب: قلم ما زال بلم

مسمار جحا

عصام جعفر

قلم ما زال بلم

+ الإعلاميون والمثقفون والمتعلمون في السودان هم أحد أخطر أركان الأزمة السودانية ومسعرو نار الحرب .. بل هم وحملة السلاح سواء إن لم يكونوا أخطر.
+ هم صانعوا شعارات الحرب والمروجون لها إعلاميا وقد تحمس لها المقاتلون دون أن يفهموها ويعلموا حقيقتها.
+ وتعمل الغرف الإعلامية ليل نهار على حشد الطاقات والإمكانات بالأكاذيب والتلفيقات والشائعات حتى أصبحت صناعة الأكاذيب فن ومهنة ومهارة.
+ وهنا نقصد بالطبع بعض المثقفين والمتعلمين من داعمي الجنجويد وعملاء المشروع الخارجي لتقسيم السودان أمثال النور حمد الذي لم يعصمه فكره وثقافته من الدفاع عن الجنجويد ومحاولة تبرئتهم من الإنتهاكات والفظائع التي ارتكبوها. ومثل الوليد مادبو الذي عاش في أجواء ديمقراطية عتيدة في انجلترا ونال تعليما عاليا، ثم أرتد ليدعم المشروع الفوضوي والتخريبي لآل دقلو ويستقوى بالقبلية ويدعو بدعوة عنصرية. والأمثلة بعد ذلك كثيرة مثل الأخ عبد الحفيظ مريود الذي كان مرجوا فينا قبل هذا، وكنا نحسبه أحد الأقلام التي يعول عليها في رتق النسيج الإجتماعي بعد الحرب والذي إتسع فتقه على الراتق، ولكن مريود كان يحوم حول الحمى حتى وقع فيه وظهر أخيرا في المؤتمر التأسيسي بكينيا.
إن قضايا التهميش ودوله 56 والفلول والتحول الديمقراطي هذه القضايا لا يعرف عنها حملة السلاح شيئا لكنها صناعة أهل الاعلام والثقافة وحملة الدرجات العلمية وبدلا من أن يتجه هؤلاء لبناء الأمة وتحصينها ضد الغزو الخارجي بكل أشكاله كانوا هم للأسف طلائع الغزو ودعاته وحملة رايته وحقيقة (قلم ما زال بلم).

أدبيات حركة ديسمبر

*كل الحقب السابقة في تاريخ السودان التي شهدت ثورات وانتفاضات واكبتها شعارات عظيمة وأنتجت أدبيات رائعة وتفننت بقيم خالدة. ومثل ثورة اكتوبر التي أبدع فيها الأدباء والشعراء والفنانين الاكتوبريات وكذلك ثورة ابريل 1985 وحتى ثورة مايو ونظام نميري شهد أكبر حركه أدبية وفنية تغنى فيها المبدعون بأروع المعاني وأجمل الألحان مبرزة أصوات عظيمة ومبدعون كبار مثل الشاعر محمد المكي إبراهيم والفيتوري وهاشم صديق ووردي ومحمد الأمين وغيرهم.
*إلا الحركة المسماة بثورة ديسمبر التي أنتجت الخراب والدمار وغنت للعرقي والبنقو ومن نجومها دسيس مان.