إضاءة .. وبهذا الخطاب وحده مرحبًا بترامب

حسين خوجلي يكتب:
اضاءة

وبهذا الخطاب وحده مرحبا بترامب

وإني لأرى بعين اليقين بأن العالم الاسلامي سيعود له مجده الغابر وسيصلح شأنه وشأن الانسانية جمعاء، فهذه أمةٌ بعثت لتكون شاهدة على الآخرين وبرسالتها ورسولها ورحمة للعالمين. فعالم اليوم بلا استثناء أقطارٌ تضربها المذابح والمجاعات وتحيط بها الظلمة، ويحكمها الطغاة واهل الاستبداد الشعوبيون والملاحدة، وأصحاب الهوى والغرض وأتباع الشيطان.
إني لأرى مع فجر التغيير تركيا العراقة والخلافة قد عاد لها مجدها القديم، وأرى السعودية في حماية قداسة البيت العظيم وخطوات الملايين صوب روضة المصطفى، وهذا الجهد المقدر للتحالف ما بين الأصل والعصر.
ويرقب العالم العربي والاسلامي هذا الصمود في مصر الحبيبة وهي تقبض على الجمر والقضية، ولفلسطين في الضفة وغزة وهي تعلم الغافلين فضائل الصبر والاحتمال والتدافع صوب الجنة، والامتناع عن إشهار الراية البيضاء رغم الإبادة والتجويع والقصف الجهنمي اليومي من الصهاينة الأشرار.

وكذلك تفعل لبنان العروبة، وكذلك يشهر اليمن السعيد منظومة من القيم الجسورة التي ظن أعداء السلام والاسلام قد قضوا عليها منذ زمان بعيد. ولن ننسى قطر الوثابة وهي تسع بحكمتها غلواء الصراع ليس في العالم العربي وإنما في العالم كله.
ورغم بعد الكويت النسبي إلا أنها تظل واحدةً من العواصم التي ندخرها للإضافة والخلاص. وتطل البشارات بسوريا الجديدة التي أرغمت الطاغي على الفرار ورفعت بسياستها الثورية وكياستها عن كاهلها العقوبات.
وتطل أيضا بشارة السودانيين بتحرير الخرطوم وعودتها للصف العربي والاسلامي شعلة ضوء في قلب أفريقيا بشعب صابر ومدنية قادمة لتقف تحت الشمس.

فاذا تحقق السلام لايران العصية على الاستكبار العالمي والخضوع ووقعت اتفاقها الذي يحفظ سلامتها ومستقبلها دون أن تتنازل قيد أنملة عن ثوابتها. وإن تعافى العراق الذي بأهله وضيائه القديم سيتعافى ولو بعد حين. وإن استيقظت ليبيا من وهدتها ووحشتها وغرقها في الصغائر والخلاف. وإن ارتفعت شعارات الوحدة في المغرب الكبير والجزائر وتونس وموريتانيا الرحيبة بالصحراء والبحر والرجال لتماسكت هذه الأمة مع ملايين المسلمين في آسيا وبالجاليات الناصعة اليقين في بلدان الغرب وأمريكا الشمالية واللاتينية واستراليا البعيدة.
إن حدثت هذه الوحدة وصار المال العربي والثروة العربية والعقول العربية تمشي على قدمين من العلم والايمان، فإن فجر الانسانية الموعود بالسلام والخير والعدالة سوف يدخل كل قطر وكل عاصمة بل وفي كل بيت.
ولنجعل في ذاكرتنا الايمانية بعودة الاستخلاف الآية الكريمة المنفتحة صوب الآخر قال تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)

وقد صدقت الآية في حق نتنياهو اليهودي الصهيوني بعداوته المشهودة وستصدق الآية في حق ترامب إن كان نصرانيا بحق فهو أقرب مودة للذين آمنوا. وبهذا الفهم العميق للعلاقة مع الموحدين سوف يولد اللوبي العربي الاسلامي في أمريكا وأوروبا القديمة القائم على مشروعية الشفافية والمصالح والخير للبشرية.
واستشهادا بكل ما ذكرنا آنفا فإن العالم لن يجد حاجة لاسترضاء القاتل نتنياهو ولن يجد حاجة لاسرائيل أصلا قال تعالى ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)