يوسف محمد الحسن يكتب: رئيس المريخ ينعى فريقه ويزلزل عرش التطبيل

تحت السيطرة

يوسف محمد الحسن

رئيس المريخ ينعى فريقه ويزلزل عرش التطبيل

# في الوقت الذي تتسابقُ فيه الأقلامُ المريخيةُ في رسمِ لوحاتٍ ورديةٍ لإخفاءِ الفشلِ في الدوري الموريتاني خرجَ رئيسُ المريخِ كالصاعقةِ التي تضربُ الرؤوسَ ليُلقي بحديثٍ بمثابة نعيٍ صريحٍ وقاطعٍ لحالِ فريقهِ.
# عباراتُ الرئيس لم تكن مجردَ كلماتٍ عابرةٍ، بل كانت رصاصاتٍ إخترقتْ جدارَ الصمتِ والتزييفِ وأغلقتْ بابَ التبرير (بالضبةِ والمفتاحِ).
# تحدثَ رئيسُ الأحمرِ بشجاعةٍ نادرةٍ في زمنِ الهروبِ من الحقيقةِ معترفًا بأنَّ المريخَ باتَ يعاني من نقصٍ حادٍ في لاعبي الصفِّ الأول، في رسالةٌ واضحةٌ مفادُها أنَّ من يحملونَ قميصَ النادي هم دونَ القامةِ وليس بمقدروهم تحقيق المراد.
# والمفاجأةُ لم تتوقفْ عندَ هذا الحدِّ، فالرئيسُ كشفَ عن رفضِ اللاعبينَ المعارينَ العودةَ إلى بيتهم الأصليِّ، لم يوضحِ الأسبابَ ولكنَّ الدلالةَ واضحةٌ بان هؤلاءِ اللاعبون الذينَ يُفترضُ بهم أن يكونوا ذخرًا للنادي، فضلوا البقاءَ في أنديتهم المؤقتةِ لأنَّ مصالحَهم تكمنُ هناكَ، لا في ناديهم الذي تهربوا منه، و طبعا لاداعي لان يسال احد عن السببِ!.
# هذا الحديثُ بكلِّ وضوحِه ومرارتهِ، يعني أنَّ المريخَ لم يعدْ جاذبًا للاعبينَ، بل أصبحَ طاردًا ومنفرًا يهربُ منهُ أبناؤه بحثًا عن ملاذٍ أكثرَ أمانًا لمستقبلهم الكرويِّ.
# صحيحٌ ما قالهُ الرئيسُ عن تأثيرِ توقفِ النشاطِ المحليِّ على إكتشافِ المواهبِ الجديدةِ، فهو مُحقٌ في ذلكَ، ولكنْ هل كانتْ هذهِ المشكلةُ هي الوحيدةَ؟ وهل يغفلُ الرئيسُ عن أنَّ المريخَ قد فرَّطَ في كوكبةٍ من نجومِه قبلَ أن يؤمِّنَ البدائلَ؟.
# كلماتٌ وقعتْ كالصدمةِ على مسامعِ الجماهير ولكنها تمثل في صميمها حقيقةً تكشفُ واقعيةَ الرئيسِ وشجاعتهُ لأنه ليس من السهل مواجهةِ الجماهيرِ بالحقائقِ القاسيةِ، وهذا أمرٌ لم نعتدْ عليهِ من قبلُ.
# لا شكَّ أنهُ لن يسلمَ من ألسنةِ هواةِ تزييفِ الواقعِ والتفخِ والتطبيلِ بعدَ أن أصابهم في مقتلٍ، وكشفَ حقيقتهم أمامَ الملأِ .
# وبعدَ هذا النعيِ الرئاسيِّ يجدُ الإعلامُ المريخيُّ نفسَهُ في حرجٍ بالغٍ لأن محاولاتُ تجميلِ الواقعِ وتزيينُ الفشلِ تصطدمُ بجدارِ الحقيقةِ الذي نصبهُ الرئيسُ وتزدادُ تلكَ المحاولاتُ هشاشةً وضعفًا على ضعفها البين.
# ومن المؤكدِ أنَّ تلكَ الأقلامَ التي تمارسُ التطبيلَ ستتحولُ إلى مهاجمةِ الرئيس لانه أصابها في مقتلٍ وشيَّعها بسيفِ الحقيقةِ الحارقِ.
# أنَّ النعي الصريحَ من قبل رئيسِ المريخِ سيُحدثُ تغييرًا حقيقيًا في مسارِ النادي بعد أن وضعَ الحقائقَ عاريةً أمامَ الجماهيرِ وقفلَ البابَ لتغطيتها.
# صحيحٌ لم يُوفقْ الأخُ النميرُ في إسعادِ الجماهيرِ حتى الآنَ بأقدامِ اللاعبينَ، لكنَّه حققَ هدفًا تاريخيًا بديعًا وضعَ بهِ الرئيسُ الشابُّ اسمَهُ في سجلِّ الرؤساءِ الأقوياء لأنَّ قولَ الحقيقةِ في هذا الزمانِ أصبحَ أصعبَ من تحقيقِ الإنجازاتِ الفنيةِ.
# علي جماهير المريخ أن تعلم أنَّ مواجهةَ الواقعِ مهما كانتْ قسوتُه هي الخطوةُ الأولى نحو الإصلاح.
# خسر المريخ الدوري وفقد مكانته لكن رئيسه فاز بوسام الشجاعة وقول الحقيقة بعد أن زلزل إعلام مدمن للتطبيل.

باص قاتل:

# الرئيس نعى الحال التعيس!!