الرسالة قبل الأخيرة لكبير الروم الجديد دونالد ترامب

ولألوان كلمة
حسين خوجلي
الرسالة قبل الأخيرة لكبير الروم الجديد دونالد ترامب
ما من بيت لكبير أو حقير ولوزير أو خفير وما من قارة وعاصمة وساحة ومجتمع قل أو كثر ومجلس وسم بالخصوص أو العموم إلا شاهد بالصوت والصورة مأساة الإنسانية الكبري في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا واليمن العنيد والسودان المهيض الجناح يذبح الأبرياء ويقتل الأطفال وترمل النساء وتدك البيوت والحصون ويقهقه الشيطان. والإنسانية المقيدة بصلف التحالف الصليبي الصهيوني صامتة صمت القبور وساكنة سكون الصحارى الجرداء البلقع. لقد تخيلت أو ظننت وإن ظني هاهنا إثم حلال بأن قادة العرب والمسلمين ووزراء الخارجية من العرب والمسلمين والجامعة العربية ومؤتمر العالم الإسلامي والنخب العربية الحائرة والمشفقة والمطبعة والمقيدة خوفاً من الحاضرٍ والمستقبل وقد حركتها صورة الطبيبة الفلسطينية التي كانت تداوي الجرحى في المستشفى المدمر تاركة أطفالها تحت عاطفة الكرامة الإنسانية وإشفاق الإنسان على أخيه الإنسان فكانت النتيجة أن حملوا لها أطفالها التسعة قتلى وأخيرهم الجريح كان في شهره السادس، نعم تخيلت أن كل العالم العربي والإسلامي رجالاً ونساءاً وأطفالاً وأنظمة وحكومات وجيوش ووزراء دفاع لم يناموا تلك الليلة وظلوا يتقلبون على جمر اللظى ولهيب المهانة والإذلال حتى الصباح وقد أجمعوا أمرهم بتكليف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ليحمل رسالة هذه الأمة الجريحة إلى كبير الروم دونالد ترامب ولكأنى بالرجل قد وقف على بساط هرقل الأممي في البيت الأبيض. وقال له لقد أتيت ليك يا سيدي برسالة من أمراء وقبائل الغساسنة الجدد فنحن يا سيدي من رقعة لم تبخل عليك يوماً لا بمالٍ ولا بسيط ولا بجند ورجال بل أننا قد إنحنت قاماتنا لك طوعاً ونحينا كبرياء شعوبنا جانباً أتيناك خاضعين خاشعين لتخبرنا لا عن إعانة أو نصر بل عن شروط الإستسلام ومتطلبات الهزيمة وفاتورتها.
1- كم برميل من الدم ترغب فيه يا سيدي من أجساد أهلنا في غزة والضفة الغربية واليمن وجنوب لبنان وسوريا ولأي الموانئ أو المطارات الإسرائيلية ترغب منا أن نشحنه مع دفع النولون والجمارك.
2- كم قتيل من الأبرياء والنساء الأرامل والأطفال اليتامي والشيوخ الضعاف تريد عدداً وحساباً.
3- كم عدد الجوعى الذين يتضورون ليل وصباح حتى يتنعم نتنياهو بآهاتهم ودموعهم وبالحجارة التي يربطونها على البطون الخاوية.
4- كم عدد الأطفال مبتوري الأطراف والمشوهين والجرحى الذين ترغب فيهم لزيادة متعة التشفي الشيطاني في من تناصرهم من الصهاينة والقتلة وتجار الحروب ومصانع السلاح.
5- كم عدد البنايات والبيوت والخيام التي ترغب في تدميرها وإحراقها بقاطنيها حتى نجعل لك كل هذه الملايين ضاربة في عراء الله حتى يسهل عليك قصفها وتسويتها بالتراب.
6- كم عدد الجوامع والجامعات والمساجد والكنائس والمزارات التي ترغب في إغلاقها وتدميرها وجعلها حافية وعارية من الصلوات والدعوات والتحديق الخاشع صوب السماء.
7- ماهي منظومة الرذائل التي ترغب أن نقدمها لك بعد أن نزيح عن إنفسنا رداء العزة والشرف والكبرياء، في طبق من ذهب هي الهزيمة والإنكسار أم المذلة أم الخنوع أم الإستكانة أم الإستجداء أم الخزي أم العار؟
8- ماهو طول وعرض الراية البيضاء التي سنمدها لك من البحر إلى النهر حتي يراها كل العالم على شاشات التلفزة والقنوات وقد كتبنا عليها حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (توشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، فقالوا: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: (بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن) .
وقد تركنا لك عزيزي القارئ إكمال بقية المشهد لرد كبير الروم ترامب على رسول جمهوريات غثاء السيل وأن تتصور مساحة إبتسامته الخبيثة وهمسه الماكر وهو يخبر تلميذه الجزار نتنياهو، وقد كانت اللوحة الخلفية للمحادثة القاذفات F16 و 35 F والقنابل القاتلة العمياء وهي تحيل غزة الصامدة إلى ركام وإجساد الشهداء إلى شواء وبيرقر في مطاعم الأبالسة، وكانت الموسيقى التصويرية صراخ الأطفال الذي شق شفقة قلب الحجارة ولم يفلح لثانية واحدة أن يشق قلوب العرب والمسلمين الذين ناموا على ليل الضيم ونهار العار ومدى الهزيمة. ولأن الشئ بالشئ يذكر لإستعادة بعض الإعتداد لشباب الأمة القادم والخارج من براثن الهزيمة سوف نحكي قصة رسول رسول الله دحية الخليفة القسيم المجاهد والفصيح والشجاع حين وقف في بلاط هرقل ملك الروم وكبيرهم فأنتظرونا.