موسى ودنفاش .. فاكهة المجالس

موسى ودنفاش .. فاكهة المجالس
بقلم: أمير أحمد حمد
من الشخصيات التي يروى عنها الكثير من الطرف والنكات والحكايات المضحكة. ولعل الكثير يظن ويعتقد بأن ود نفاش شخصية خرافية أو اسطورية، ولكن موسى ودنفاش شخصية حقيقية عاشت وترعرعت في أمدرمان في حي ودنوباوي. وإسمه الحقيقي موسى ناصر عبد الكريم وأسرته من الأسر المعروفة في ود نوباوي عرفت بإسم (الكربماب) وهم أخوال الإمام المهدي. ولد موسى ودنفاش في عام 1917 وعمل بمهنة أسرته وهي النجارة ولكنه لم يشتغل بها كثيرًا، وإلتحق بالخلوة وحفظ أجزاء وافرة من القرآن.
كان ود نفاش سريع البديهة والسخرية والنكتة عنده لا تأتي عن طريق الرواية المحكية بل كانت وليدة اللحظة. ومن المواقف اللحظية وكان أينما حل تأتي معه النكتة وهي منقادة إليه ولذا يجتمع حوله في المناسبات لسماع النكات وتعليقاته الساخرة.
كان ودنفاش مهتمًا بأناقته ومظهره العام وكان يرتدي الزي الأنصاري لأنه ينتمي لطائفة الأنصار وكان مظهره الداخلي كمظهره الخارجي حيث كان يتحلى بكريم الصفات رغم هزله البرئ، كان كريمًا مساعدًا للضعفاء والأرامل، فكان يذهب للأغنياء أمثال السيد عبد الرحمن وأبوالعلا وعثمان صالح لأخذ المساعدة ويعطيها للضعفاء والأرامل. كان ود نفاش من جلساء السيد عبد الرحمن المهدي يروح عنه بنكاته وملحه الطريفة ومن أشهر طرفه أنه ذهب يومًا إلى قبة المهدي وأنتظر خارج القبه وهو عاري الصدر وباسط ذراعيه وشكله أشبه بالصليب. خرج السيد عبد الرحمن بعربته ولمح ود نفاش وهو بهذا الشكل، أوقف العربة ونزل إليه باب الله، وهو من الملازمين للسيد عبد الرحمن مستفسرًا ودنفاش عن حاله. هذا فقال له ود نفاش سمعت السيد قالوا أتبرع للصليب الأحمر بـ 500 جنيه، أما الصليب الأسود ده مشيرًا إلى نفسه محتاج لخمسة جنيه بس. فضحك السيد عبد الرحمن وأعطاه ما طلب وأزيد.
ومن طرائفه في آخر ايامه كان جالسًا في شارع الدومة، وقف أمامه تاكسي ونزلت منه سيدة سألته قالت له يا ودعمي بيت السر سرالختم بي وين؟. قال ليها أرجعي طوالي بعربتك دي إنتي نزلتي غلط مستحيل الإسم ده يتلقي هنا. باعتبار الإسم ختمي وودنوباوي منطقة أنصار.
رحم الله العم موسى ناصر عبد الكريم الشهير بودنفاش والذي وافته المنية في العام 1986 بودنوباوي ودفن بمقابر أحمد شرفي . وقد تشرف كاتب هذا المقال بمشاهدته في سوق أمدرمان وكان يجلس دائمًا في زنكي اللحمة والخضار. له الرحمة والمغفرة.