محي الدين فارس .. فيا كفني ماذا ستحمل عني إذا رحلت غدا

محي الدين فارس .. فيا كفني ماذا ستحمل عني إذا رحلت غدا
بقلم: أمير أحمد حمد
دمعة حرى سكبها محي الدين فارس قبل رحيله، فقد رحلت أعضاؤه واحدة تلو الأخرى قبل أن تتبعها روحه. فقد أطرافه بسبب السكر اللعين، ولكنه لم يفقد قلبه الذي ينبض حنانًا وتحنانًا ويفيض شعرًا في أحلك الظروف. وقد سار على درب التجاني يوسف بشير شاعر الجمال عندما رثى نفسه في قصيدة فاحتفظها ذكرى يخاطب فيها صديقه (أنيس)
يا أنيس الحياة يقطر الطيب منك نبلًا وتعبق الأخلاق
يا أخا الروح قد عادني الغيث منكم كثيرا وليس في ابتراق
أرأيت الصديق يأكله الداء ويشوي عظمه المحراق
مارد هده السقام ولكن صبره الجم للأسى دفاق
هكذا يموت العظماء دون وجل ودون خوف من الموت ، ومحي الدين فارس قد كتب قبل رحيله كلمات لا تقل روعة عن التجاني معبرًا فيها عن معاناته مع المرض ماذا كتب؟
الأحبة والسمار؟
أين همو؟
إني أنادي وما سمعت صدى
لتسقني جرعة ماء إني على ظمآ
من لم يرد ماءك الدفاق ما وردا
واليوم تبصرني شلوا تداوله أيدي الرزايا كأني لم أكن أحدا
قد مزق الدهر مني كل آونة شيئًا فلم يبق
إلا الروح والجسدا
لم يبق مني سوى بعض
فيا كفني ماذا ستحمل عني
إذا رحلت غدا
لك الرحمة والمغفرة شاعرنا محي الدين فارس فقد كنت نسرًا محلقًا في ربا الشعر. ونسأل الله أن تحلق في جنان رضوان ونعم الرحمن. اللهم آمين.