عملة حكومة المليشيا .. استحالة التنفيذ

عملة حكومة المليشيا .. استحالة التنفيذ
أمدرمان: الهضيبي يس
استبعد محافظ بنك السودان المركزي برعي الصديق بشكل قاطع إمكانية إصدار عملة جديدة من قبل حكومة مليشيا الدعم السريع، واصفاً هذه المساعي بأنها مستحيلة التنفيذ. وأكد أن هذا الطرح قد طُوي تماماً عقب انتهاء اجتماعات نيروبي، مشيراً إلى أن الجهات التي تروج له تفتقر إلى الكفاءة الفنية، ولا تمتلك الغطاء القانوني أو البنية التحتية المصرفية اللازمة لإدارة منظومة نقدية مستقلة. وشدد الصديق على أن السودان لا يشهد أي انقسام نقدي، وأن العملة الرسمية الوحيدة المتداولة في البلاد هي الجنيه السوداني، معتبراً أن الحديث عن عملة موازية لا يعدو كونه دعاية سياسية يروج لها معارضون في الخارج.
وأكد برعي أن الحروب تفرز تعقيدات اقتصادية تتطلب تدخل البنوك المركزية لتقديم الإسناد المالي ودعم الاستقرار الاقتصادي، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر يكمن في إدارة التوازن بين الدور التقليدي للبنك المركزي في دعم النشاط الاقتصادي، وبين الحفاظ على مؤشرات الأداء المالي والاقتصادي ضمن مستويات مقبولة. وأكد محافظ البنك المركزي أن السودان تمكن من إعادة إنتاج العملة الوطنية في الخارج بمواصفات تأمينية عالية، وإدخال جزء كبير من الكتلة النقدية إلى الجهاز المصرفي، دون أن يؤثر ذلك سلباً على الأداء العام للاقتصاد الكلي. وأشار إلى أن البنك المركزي حافظ على استقرار السوق النقدي رغم الظروف الاستثنائية، مؤكداً أن هذا الإنجاز تحقق بفضل التنسيق المستمر مع الجهات الحكومية المعنية.
من جانبه سخر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبدالقادر كاوير من اعلان حكومة مليشيا الدعم السريع عن تخصيص عملة بخلاف العملة السودانية، وعزا ذلك لعده مسائل أبرزها عدم وجود اعتراف إقليمي ودولي بالحكومة نفسها ناهيك عن العملة والتداول. وأضاف كاوير: افتقار الحكومة للمؤسسات ونظام الحكم الذي يستوجب أن يكون موجودا لهكذا فعل سواء المصارف، البنوك، فحكومة مليشيا الدعم السريع تقوم على مجموعة تنظيمات سياسية ومسلحة والتفكير في طباعة العملة إنما هي مسألة الهدف منها إثارة الاستفزاز والمكايدة السياسية.
وزاد: هناك عدة اشتراطات وعوامل يتوجب توفرها عن طباعة العملة لأنها جزء من الأمن القومي لدولة واقتصادها وقضية وجود عملتان في دولة واحدة قطعا يعني الانقسام لذا فإن على الحكومة بشقيها المدني والعسكري الإسراع بانهاء هذه الفوضى وحالة العبث التي يتعرض لها السودان والسودانيين بأعجل مايمكن.
وفي السياق قال الخبير في الشؤون المصرفية يوسف ضرار أن مسألة اصدار عملة فشل في تنفيذها قبل ذلك حليف المليشيا عبد العزيز الحلو، الذي قام بنهب بنك الجبال وهرب الذهب وجمع عائداته في خزائنه التي لا تمتلئ لجشع الحلو للمال. وأضاف ضرار: (كيف تصدر عملة وأنت لا تملك أي احتياطي من الذهب أو الدولار، ولا تملك أسواقا ولا دول جوار ستعترف بها)؟. ويمضي يوسف قائلا: هذه تصريحات هشة لا تستند على واقع، فالسودان لديه عملة معروفة، حتى وإن رفضت المليشيا التعامل بالجديدة، لأنها نهبت البنوك والخزائن فصارت العملة القديمة في يدها بلا قيمة.