يوسف محمد الحسن يكتب: كيغالي تهمس بالتحدي .. فهل يكتب الهلال فصلاً جديدًا؟!

تحت السيطرة

يوسف محمد الحسن

كيغالي تهمس بالتحدي .. فهل يكتب الهلال فصلاً جديدًا؟!

العدّ التنازلي بدأ، والأنظار تتجه إلى كيغالي، حيث ينتظر الهلال واحدة من أهم محطاته في مشوار المجموعات.
هناك، على أرضٍ جديدة وأجواءٍ مختلفة، يخوض الأزرق مواجهة المولودية الجزائري في إختبارٍ لا يحتمل أنصاف الحلول، ولا يعترف إلا بمن يتقن التفاصيل ويقاتل حتى الرمق الأخير.
إنها ليست مباراة عادية، بل محطةٌ حقيقية لقياس صلابة الهلال، واختبارٌ لقدرة الفريق على مجابهة الظروف التي تغيّرت من حوله، لكنها لم تغيّر من طبعه ولا من طموحه.
الهلال المتواجد في رواندا يستعدّ للقاء وسط شيءٍ من الارتباك في الإعداد، بعد أن أربك تأجيل مباراته الأولى في الدوري الرواندي برنامج الجهاز الفني، وحرمه من تجربة بعض العناصر التي لم تشارك في لقاء البوليس الكيني.
ذلك التأجيل أثّر على نسق التحضير، وترك المدرب أمام خياراتٍ محدودة لتجهيز الفريق بالشكل الأمثل قبل الموقعة المنتظرة.
تُقام المباراة على ملعب (كيغالي)، الأرض الافتراضية للهلال، التي لم تطأها أقدام لاعبيه من قبل… أرضٌ جديدة بكل تفاصيلها، وهو ما يجعل المواجهة إاختبارًا نفسيًا قبل أن تكون بدنيًا.
وتزداد الصعوبة بضعف وجود الجالية السودانية في رواندا، ما يعني أن الهلال سيلعب هذه المرة بلا السند الجماهيري الذي اعتاده في مثل هذه المناسبات.
في المقابل، يدخل المولودية المواجهة محمّلًا بدوافعٍ قوية تُحرّكها الرغبة في ردّ الاعتبار بعد أن هزمه الهلال داخل ملعبه الموسم الماضي.
تلك الهزيمة ما زالت تؤلمهم، وبعض أنصارهم يرون أن الهلال كان سببًا مباشرًا في إقصائهم من البطولة، ما يضفي على اللقاء طابعًا ثأريًا يجعلها معركةً حامية أكثر من كونها مجرد مباراةٍ في جدول النقاط.
فنيًا، سيحاول ريجكامب التعامل بواقعيةٍ وذكاء، معتمدًا على الانضباط الدفاعي والانتقال السريع في المرتدات، مستفيدًا من حيوية الأطراف وقدرة لاعبي الوسط على الربط وصناعة الفارق.
أما المولودية، فسيبحث عن التقدّم المبكر عبر الضغط العالي والاندفاع البدني، محاولًا فرض إيقاعه منذ البداية.
لكن، مهما تغيّرت الظروف، تبقى روح الهلال هي السلاح الأهم.
فالفريق الذي إعتاد على المواقف الصعبة يعرف كيف يصنع انتصاره في أقسى الظروف، وكيف يحوّل الضغط إلى دافعٍ إضافي.
التقارب الكبير بين أندية المجموعة يجعل كل نقطةٍ ذات قيمةٍ مضاعفة، ومن يتعثر على أرضه يفقد جزءًا من فرصته في التأهل، لأن التعويض في ملاعب الخصوم ليس بالأمر الهيّن.
ومن كيغالي… نأمل أن يبدأ الهلال فصلاً جديدًا من حكاية المجد الأزرق،
فالهلال، كما عهدته جماهيره دائمًا، يسطع في كل أرض، ويتوهّج تحت أي سماء، لأن المجد في قاموس الكرة لا يُكتب إلا بالأزرق.

باص قاتل:

بعثة المريخ المتواجدة برواندا لماذا لا تقود تشجيع الهلال؟!.