الدكتور جمال الطيب مثالٌ للتحالف التاريخي بين السماعة والبندقية

كتب: محرر ألوان

هنأت وزارة الصحة ولاية الخرطوم الدكتور جمال الطيب، المدير العام لمستشفى النو، بمناسبة فوزه المستحق بجائزة أورورا الإنسانية لعام 2025، والتي تبلغ قيمتها مليون دولار أمريكي، وذلك من بين أكثر من 900 منافس على مستوى العالم.
وقالت الوزارة في تهنئتها إن هذا الفوز يأتي تقديرًا لإسهاماته المتميزة وجهوده الإنسانية في خدمة المرضى والمجتمع، وهو إنجاز يشرّف السودان ووزارة الصحة والعاملين بها كافة.
يُذكر أن مستشفى النو كان قد واجه صعوبات كبيرة أثناء فترة الحرب على العاصمة الخرطوم، وتعرض للقصف بشكل متكرر، وتم استهدافه عدة مرات من قبل مليشيا الدعم السريع، لكنه ظل مفتوحًا لاستقبال الحالات الطارئة والإصابات الحربية بفضل تفاني العاملين والمتطوعين، حيث أصبحت المستشفى شريان حياة للمدنيين والمصابين، وظل يقدم الخدمات حتى مع الإمكانات المحدودة.

قال الشاهد:
من أصدق العبارات التي كان يرددها أهل أم درمان بعد الهجوم الغادر للمليشيا وحملات القتل والنهب والاغتصاب، حيث اضطر الآلاف للنزوح حفاظًا على أرواحهم وأعراضهم، كان التعليق أن أحد الأسباب الكبرى التي دعت المواطنين في البقعة المباركة للعودة هو هذا الصمود الخرافي لمستشفى النو بأم درمان.
فقد ظل هذا المستشفى الأسطوري رابضاً وسامقاً وثابتاً كالجبال في وجه القصف والتهديد والموت المباشر، الذي قابله تيم المستشفى المجاهد بصدورٍ عاريةٍ وعزمٍ أصبح الحديث الذي تسير به الركبان.
وكان المرضى وأهاليهم يسمّون الدكتور جمال الطيب بـ«الشهيد الحي» الذي ضرب أروع الأمثلة لجسارة ومهنية الطبيب السوداني، الذي يعمل في كل أصقاع السودان بتجرّدٍ وبسالة، وفي تحالفٍ وثيقٍ ما بين السماعة والبندقية.