العرجا لمراحا
كتب: محرر ألوان
الأذكياء من المحللين يعتبرون أن ما قدمه الشماليون في الحركة الشعبية أقيم بكثير مما قدمه الجنوبيون لقضيتهم. فالأدوار التي قام بها الدكتور منصور خالد وياسر عرمان وآخرون في تسويق الحركة العنصرية في الوطن العربي والعالم الإسلامي وبعض المنظمات الدولية التي عملوا بها، كانت فائدتها الأدنى هي ما ناله الجنوب من انفصال.
فمنصور خالد، عرّاب مؤتمر أسمرا، الذي أتى بكل قوى المعارضة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار من الأحزاب القومية، ليوقّعوا على الفقرة الأولى بموافقتهم على حق تقرير المصير للجنوب. لكن المفاجأة أنهم، بعدما قدّموا كل الأعمال الجليلة للحركة، طُردوا من جوبا بلا وظائف ولا جوازات ولا معاشات، بل عادوا إلى الشمال بعدما صنعوا كل تلك الخيانات ضد شعبهم وجيشهم تحت شعار العرجا لمراحها.
وصار، بغفلتنا، منصور خالد مفكّراً في الخرطوم من جديد، وأصبح عرمان مستشاراً سياسياً لحمدوك. فهل أدركتَ، عزيزي القارئ، الآن لماذا سقطت جوبا وسقطت الفاشر وسقطت النهود، وصار أدنى حلمٍ للجندي المليشي حميدتي أن يصبح رئيساً لجمهورية السودان، أكثر الدول العربية والإفريقية خبرةً وعراقةً وكفاءات؟.
الصورة للدكتور منصور خالد، الذي هرول للحركة العنصرية واقفاً وفتياً، وعاد بعد الخيانة الكبرى مقعداً على كرسي، يهمس في وجه سلفاكير بكلمات لم يُفصح بها لا سلفا ولا منصور.