الحاج الشكري يكتب: القوات المحمولة جوا تحية واحترامًا

نقطة وسطر جديد

الحاج الشكري

القوات المحمولة جوا تحية واحترامًا

 

ربما لا يصدق الكثيرون أن ما قام به ضباط وجنود الفرقة التاسعة المحمولة جوا في يوم ١٥/أبريل/٢٠٢٣م كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر مليشيا الدعم السريع، الأمر الذي أدى لشل كل حركتها في منطقة كرري، فترتب على ذلك أن سلمت منطقة وادي سيدنا العسكرية، ومن ثم فتح الطريق إلى منطقة المهندسين. وحريا بهذه الفرقة أن تحقق هذا الإنجاز لأنها يقودها القائد الشجاع اللواء عمار الصديق جاد الله، ومعه ضباط وجنود فرسان.
الفرقة التاسعة المحمولة جوا وسلاح الجو السوداني يستحقان أن نرفع لهما القبعات احترامًا وتقديرًا، وبعد فضل الله يرجع لهما الفضل الكبير في أن سلمت محلية كرري، وسلم واليها، وسلم مديرها التنفيذي الأستاذين الكريمين الأحمدين: أحمد عثمان حمزة وأحمد المصطفى علي، ووقفا على خدمة المواطنين، وعكسا وجود السلطة السياسية التنفيذية في العاصمة المغدور بها. أيضًا النصر في معسكر سركاب بعد أن أباد عمار وجنوده كل الجنجويد بداخله واستولوا على عتاد حربي كان يمكن أن يحرق كل العاصمة. بعد هذا النصر تمكنت كثير من المؤسسات المهمة من اتخاذ محلية كرري مقراً لها، فكانت المؤسسة التعاونية الوطنية ومديرها المثقف الخلوق سعادة اللواء محاسب عادل العبيد عبد الرحيم، وهو رجل أسند ظهر القوات المسلحة بالطعام وامتد عطاؤه للمواطنين. كيف لا يفعل ذلك وهو ابن القوات المسلحة، رجل متواضع وليس في دواخله نفخة كثير من العسكريين، كثير الشمائل، جميل الإنس، ما أن تلتقيه حتى يصاحبك الضجر لفراقه.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تفوقت فرق ووحدات القوات المسلحة على مليشيا الدعم السريع رغم استعداد الأخيرة وعدم جاهزية الأولى؟ الإجابة لا تحتاج لجهد كبير، لأن القوات المسلحة تدرك تمامًا أن أي استخدام لقوة مسلحة يبنى على فكرة استخدام تلك القوات من أجل تحقيق الهدف السياسي والعسكري للدولة، ويتم ذلك عبر إجراءات تخطيطية وتنفيذية للوصول بالقوات من حالة السلم إلى حالة الحرب واستكمال أغراض المعدات والتحركات. وبهذا التفكير والتخطيط العسكري العلمي استطاعت القوات المسلحة أن تهدم وتهزم أكبر مليشيا في تاريخ أفريقيا من حيث العدد والإمكانيات في يوم الغدر المشؤوم.
كانت القوات المحمولة جوا في موعد مع التاريخ، وأكدت لكل أهل السودان أنها قوات تمتاز بالتدريب واللياقة البدنية العالية، الأمر الذي مكنها من القيام بمهام بدقة عالية، فحققت الكثير من الأهداف الاستراتيجية للقوات المسلحة، وكان الانتصار التاريخي الذي أفشل أكبر مخطط إجرامي في تاريخ السودان. التحية والتقدير والاحترام للقوات المسلحة وللقوات المحمولة جوا في كل مكان، وتحية خاصة لقوات الفرقة التاسعة المحمولة جوا لأنها حققت بداية النصر، وسيكتمل النصر العزيز والتاريخي في القريب العاجل بإذن الله تعالى