عامر باشاب يكتب: صرخات (قحط) والإمارات (لو بهُدنة حتى عابرة)!!

قُصر الكلام

عامر باشاب

صرخات (قحط) والإمارات (لو بهُدنة حتى عابرة)!!

الدويلة الإرهابية ومعاونوها على الشر والفجور من دول الظلم والاستكبار الغربي ما زالوا يواصلون نسج خيوط مكرهم الخبيث ويحيكون مؤامراتهم الدنيئة ضد بلادنا. فكلما تقدمت قوات شعبنا المسلحة بقوة واستبسال في ميادين القتال، وما أن اقتربنا من استئصال السرطان الجنجويدي، تجدهم يلجأون إلى ضلالهم القديم، باحثين عن (هدنة) تُفرمل طوفان الجيش الساحق، ومن ثم تعطي مخلبهم المجرم فرصة للخروج أو الفكاك من زنقة الفتك والمتك والبل المتواصل لأخذ قسط من الراحة والاستعداد للعودة من جديد لهجمات الغدر.
وفي هذا التوقيت، وتحت مساعٍ زائفة لإحلال السلام، يمهدون لغطاء دولي يحصلون عبره على الدعم اللوجستي والسلاح النوعي الذي ظلت تمدهم به الدويلة. وهاهم أعداؤنا، كلما نجحوا في تنفيذ مخطط إجرامي، تراهم يسابقون الزمن لتنفيذ الذي يليه.
مدينة الفاشر ظلت محاصرة أكثر من عامين، تعرض أهلها الصامدون الصابرون لكل ألوان العذاب: قصف يومي، ليل نهار، بالمسيرات وبدانات المدافع والراجمات. كل هذا وكثير غيره، ولم نسمع أحدهم يطالب بهدنة أو بوقف إطلاق النار. ولكن الآن، بعد سقوط الفاشر وقتل الغالبية العظمى وتشريد البقية، وفي الوقت الذي كنا نتوقع فيه نداءات دولية بوقف جرائم الإبادة الجماعية، بدأنا نسمع مطالبات الخسة والمكر الدولي، وفي مقدمتها تصريح مستشار الرئيس، أو بالصح مستشار الخبيث الأمريكي المدعو “مسعد بولس”، الذي قال فيه: (على الطرفين في السودان القبول بمقترح الهدنة الإنسانية بشكل فوري).
وهناك دعوة ما يُسمى بالاتحاد الأوروبي لوقف إطلاق النار بالسودان وفتح مسارات إنسانية، وتوالت غيرها الكثير من مطالبات الهُدن الإجرامية تحت غطاء الإنسانية.
ولنا عبرة في الهدنة التي سبقت منبر جدة، وكان أنهم نفذوا عبرها الهجوم المشئوم على ولاية الجزيرة وإسقاط عاصمتها (مدني). كذلك لنا عبرة في نكص اليهود عن العهد عبر اتفاقية شرم الشيخ لسلام غزة، التي سرعان ما نقضوها وغدروا بالأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
آخر الكلام، بس والسلام:
حقًا، عن أي مسارات إنسانية يتحدثون، وإنسان الفاشر تمت إبادته ومسحه بالكامل، وبصورة وحشية على مرأى ومسمع العالم. ومجرد أن يبدأ الجيش في الحسم، تظهر الرجفة وتتعالى صرخات الإمارات والقحاطة بالهدنة (لو بهُدنة حتى عابرة).
قال هدنة، قال .. هدنة، هدنة هدنة الليل نعدّو، وفي العهود كم هُدنة عدوا، وأنت ما عارف جيوشنا لم تعزم وتحسم، وين بودو.
بودو (السماء ذات البروج).
الحمد لله، مجلس الأمن والدفاع بقيادة الفريق البرهان حسم الأمر بالانحياز لخيار الشعب، حيث أعلن التأكيد على المضي قدمًا في معركة العزة والكرامة، لإطهر كل شبر من أرض الوطن من دنس مليشيا دولة الشر، كما أكد الرفض التام لأي هُدنة، أياً كان زمنها.
بل بس، بس بل.