والخوف يا غالي تسرح طوالي

كتب: عصام جعفر

الخوف ابتلاء ومصيبة.
قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين).
الخوف من الله وتقواه هو طريق النجاح والفلاح. من قال لك “خاف الله” فقد وعظك أعظم موعظة وذكّرك بالذي هو أحق أن تخشاه وتخافه.
الخوف غريزة في الإنسان؛ منه خوف محمود وآخر غير محمود.
الخوف غير الحميد هو الخوف الذي يعلّم الكذب والغش والمكر والنفاق، ومن ثم يدمّر أخلاق المواطنة والسلوك الحميد.
الخوف يعطل العقل ويشل الإرادة ويقتل الحرية، لذلك تراهن الديكتاتوريات على إشاعة الخوف بين الناس، وهذا ما تفعله الميليشيا المجرمة الآن.
الإنسان الخائف لا يفكر ولا يحاول ولا يقرر، بل يعيش فقط للخضوع والخنوع.
ومن مفارقات الحرب أنها تولّد الخوف في نفوس الناس لإخضاعهم لأجندات معينة.
حتى أجهزة الأمن في بعض الحكومات، وظيفتها زرع الخوف لدى الشعب المسكين.
أمثال سودانية عن الخوف:
(الخواف ربى عيالو): مثل ينزع الثقة والشجاعة من الناس ويصنع أمة داجنة خائفة.
(الضاق قرصة الدبيب يخاف من جر الحبل): مثل يعلّم الحذر المبالغ فيه حتى يرى الإنسان جرة الحبل كأنها دبيب.
(والخوف دا ما حرّ منو نتبرأ) — كما غنّى عبد العزيز محمد داوود في زمن الخوف.
في السودان، لا مكان للخوف؛ فهم يفاخرون بالرجل الشجاع الذي لا يعرف الخوف.
ويقول الفنان في الأغنية الحماسية: (الخواف لبدوه لما تمشوا وتجوهو) — لأن الخواف لا ينفع في المعارك.
من الأغاني التي تناولت الخوف: أبو عركي البخيت: بخاف أسأل عليك الناس.. بخاف أكثر كمان يا غالي..
محمد وردي: خوفي منك.. خوفي تنساني..
الهادي الجبل: ما تعودت أخاف من قبلك.. إلا معاك حسيت بالخوف..
وردة الجزائرية: خايفة من بكرة.. واللي حيجرى لما تروح..
الكابلي: والخوف يا غالي.. تسرح طوالي.. تسلك دروباً فوق احتمالي..
شاعر الحقيبة: ما بخاف من شيء.. برضي خابر.. المقدر لابد يكون..
حقاً، المقدر لابد يكون، حتى الحرب اللعينة التي جلبت الخوف للناس فهي مقدّرة.