رحيل الشاعر الكبير محمد عبد القادر أبو شورة
رصد: ألوان
رحل عن الساحة الأدبية والفنية في السودان مساء أمس الشاعر الكبير محمد عبد القادر أبو شورة، بعد أن وافته المنية في مستشفى الملك سلمان بالعاصمة السعودية الرياض إثر علة لم تمهله طويلاً، ليترك وراءه إرثاً شعرياً وغنائياً غنياً شكّل جزءاً أصيلاً من وجدان الأمة السودانية.
غيب الموت الشاعر محمد عبد القادر أبو شورة، الذي ارتبط اسمه بعلاقات فنية مثمرة مع كبار الموسيقيين والمطربين السودانيين. وقد أسهمت هذه الشراكات في إنتاج عدد من الأغنيات البارزة التي رسخت مكانته في المشهد الغنائي، من بينها “حدق العيون ليك يا وطن” التي تغنى بها الموسيقار محمد وردي، و”أحلى الكلام” التي كانت أولى أغنياته بصوت الفنان صلاح بن البادية، لتصبح جزءاً من الذاكرة الفنية السودانية.
قدم أبو شورة خلال مسيرته أعمالاً شكلت علامات فارقة في الغناء السوداني، من أبرزها الأغنية الشهيرة “عاطفة وحنان” التي أداها مع الراحل محمد ميرغني، إلى جانب نحو مئة أغنية حملت اسمه وانتشرت في فضاء الغناء السوداني الرصين. هذه الأعمال لم تكن مجرد نصوص شعرية، بل جسدت ارتباطاً عميقاً بالوطن والإنسان، لتصبح جزءاً من الهوية الثقافية والفنية في السودان.
ترك الراحل إرثاً كبيراً من الأغنيات التي خاطبت وجدان الشعب السوداني، وتنوعت بين الوطنية والعاطفية، كما ترك سيرة عطرة اتسمت بالأدب الجم والتواضع والروح الفنية المبدعة العالية. هذا الإرث يعكس شخصية شاعر عاش للفن والإبداع، وأسهم في إثراء المكتبة الغنائية السودانية بأعمال خالدة ستظل حاضرة في ذاكرة الأجيال.
إلى جانب إسهاماته الغنائية، أصدر محمد عبد القادر أبو شورة في عام 2016 ديواناً شعرياً بعنوان “أشعاري وأوتاري”، ضم نحو ستين نصاً شعرياً. هذا الإصدار مثّل إضافة مهمة لمسيرته الأدبية، حيث جمع بين الشعر والغناء في إطار واحد، ليؤكد على مكانته كشاعر متكامل جمع بين الكلمة واللحن، وترك بصمة واضحة في المشهد الثقافي السوداني.