المتحف البريطاني يعرض قطعا أثرية تعود لمملكة كوش السودانية

السودان القديم .. تراث متجدد

المتحف البريطاني يعرض قطعا أثرية تعود لمملكة كوش السودانية قبل 3 آلاف سنة

معرض بورتسموث للفنون يتيح فرصة نادرة لاستكشاف حضارة عظيمة

++++++

كتب: أمين حسن عبد اللطيف

سيتم عرض قطع أثرية قديمة تعود إلى ما يقرب من 3,000 عام في متحف ومعرض بورتسموث للفنون لجنوب المملكة المُتحدة، وذلك ضمن جولة خاصة لمعرض المتحف البريطاني المتنقل حول السودان القديم، الذي وصل إلى المدينة مؤخراً. ويحمل المعرض عنوان “السودان القديم: تراث متجدد”، حيث يستكشف مملكة كوش، إحدى أعظم الإمبراطوريات في العالم القديم، والتي ازدهرت في السودان لأكثر من ألف عام.

× حماية التراث الثقافي:

وتُعد مدينة بورتسموث واحدة من ثلاث مدن فقط في المملكة المتحدة تم اختيارها لاستضافة هذا المعرض الفريد، الذي سيكون متاحًا للزوار في متحف بورتسموث من 1 فبراير حتى 19 أبريل 2025.
ومن بين القطع الأثرية المعروضة تمثال برونزي لرأس إلهة يعود إلى عام 300 قبل الميلاد، بالإضافة إلى مائدة قرابين من الحجر الرملي منقوشة باللغة المروية، وهي اللغة المكتوبة للسودان القديم في الفترة الكوشية المتأخرة، إلى جانب جرة فخارية مزخرفة برسوم التماسيح التي تعيش في نهر النيل. وسيتمكن الزوار من التعرف على الحرفية المتميزة لشعب مملكة كوش، ومعتقداتهم الدينية الفريدة، والدور البارز الذي لعبته المرأة في مجتمعهم. كما سيسلط المعرض الضوء على الجهود التي يبذلها السودانيون المعاصرون لحماية تراثهم الثقافي الغني، في ظل الحرب الأهلية المستمرة التي أدت إلى نزوح الملايين. ولتحقيق ذلك، يتعاون متحف بورتسموث مع مجموعات محلية، منها “الجالية السودانية في بورتسموث والمناطق المجاورة”، التي تنظم فعاليات ثقافية للحفاظ على التراث، وشبكة “اللاجئين الريفيين” التي تدعم اللاجئين من السودان ودول أخرى.

× فرصة نادرة لاستكشاف حضارة عظيمة:

وفي تعليق له، قال المستشار ستيف بيت، رئيس مجلس مدينة بورتسموث:
“نحن ممتنون جدًا للمتحف البريطاني لاختياره متحف ومعرض بورتسموث للفنون ليكون ضمن جولته لهذا المعرض الرائع. سيحصل سكان بورتسموث على فرصة فريدة للاطلاع عن قُرب على قطع أثرية مذهلة والتعرف على حضارة قديمة كان لها تأثير هائل على العالم.
“كما أننا نعمل مع المجموعات المحلية لتسليط الضوء على جهود السودانيين المعاصرين في الحفاظ على تراثهم رغم الصراع المستمر في بلادهم.
“أتمنى أن يغتنم الجميع هذه الفرصة لزيارة المعرض أثناء وجوده هنا.”

× إبراز الأزمة الإنسانية في السودان:

من جانبها، قالت: إميلي موت، عضو مجلس أمناء مشروع NEST التابع لشبكة اللاجئين الريفيين نحن سعداء جدًا بالمشاركة في هذا المعرض الاستثنائي، الذي لا يقتصر فقط على عرض نماذج رائعة من مملكة كوش وتراثها الثقافي الغني، بل يتيح أيضًا فرصة لمناقشة الأزمة الإنسانية الرهيبة التي تسبب فيها الصراع الحالي في السودان.
“لقد أدى هذا النزاع المنسي إلى كارثة إنسانية هائلة، حيث نزح أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم العديد من الأطفال الذين شاركوا في إنشاء جدار الأمل كجزء من هذا المعرض. “نشكر المتحف البريطاني ومتحف بورتسموث على منح الشباب المرتبطين بشبكة NEST هذه الفرصة المتميزة لرفع الوعي وإلهام التغيير الإيجابي.”
حماية التراث الثقافي السوداني. أما الدكتورة لوريتا كيلروي، أمينة مشروع السودان والنوبة في المتحف البريطاني، فقالت: “يتمتع السودان بتاريخ رائع وتراث ثقافي غني غالبًا ما يتم تجاهله. وفي ظل الصراع الدائر حاليًا في المنطقة، من الضروري الحفاظ على هذا التراث.
“ومن خلال التعاون مع الجاليات السودانية، سيسلط هذا المعرض الضوء على جهود الحماية والمحافظة المستمرة، إلى جانب تقديم تاريخ السودان العريق لجمهور جديد.”

× الدخول مجاني:

“السودان القديم: تراث متجدد” سيكون متاحًا في متحف ومعرض بورتسموث للفنون من 1 فبراير حتى 19 أبريل 2025، والدخول مجاني للجميع.