
د. عمر كابو يكتب: وداعاً كنوز المحبة
ويبقى الود
د. عمر كابو
وداعاً كنوز المحبة .. الشيوخ/ أحمد عبدالرحمن محمد، عبد الله أحمد الهادي، محمد خير مكي
++ إنه يوم الحزن حقًا للدعوة والإرشاد واحترام الآخرين وبلادنا تفقد ركائز أساسية في العمل السياسي والاجتماعي والدعوي ،،دعاة لله أفنوا زهرة شبابهم من أجل الله ورسوله والمؤمنين.. مثلًا سائرًا بين الناس في رقة القلب وقرب الدمعة ونقاء السريرة وصفاء الروح وطيب المعشر وتوطئة الأكناف..
++ الشيخ أحمد عبدالرحمن محمد : المعلم المربي والاداري المنضبط والداعية العالم جمعت له أسباب العزة والاباء وتجسدت فيه معاني الانفة والرجولة حيث عاش في بربر في ظلال بيئة توفرت على الشرف والنخوة والثقافة العالية فخلد فيها بصمة واضحة معلمًا بارزًا أهله ذلك لأن ينطلق إلي سوح العمل الوطني العظيم برلمانيًا جسورًا يعبر عن قناعاته بكل شجاعة ووضوح ووزير داخلية ملتزمًا شهدت فترته أخصب فترة أمان وحرية وسكينة ،، ورئيسًا لجمعية الصداقة الشعبية والتي حولها واحة انصهرت فيها مجتمعات وشعوب مع أهل السودان دون فواصل أو عزلة أو حواجز وأخيرًا هو السياسي المحنك سمح النفس فكان سفيراً للحركة الإسلامية لدى الأحزاب الأخرى للين في طبعه وقبول واسع عند الأخير وقدرة عالية في التواصل مع مخالفيه الرأي دون اشتطاط أو افراط أو تفريط.
شرفت بزيارته آخر عهد الإنقاذ لنا بكلية بحري الأهلية ودار بيننا حديث حول مستقبل الإسلام كله بشارات منه بأن دين الله باق في السودان شريعة سمحاء وعقيدة خالصة نقية يرحم الله أبا (( عفاف)) رجل مثله قليل ((وقليل ما هم))٠٠٠
++ الشيخ الأستاذ الوقور المربي عبدالله أحمد الهادي أحد أرسخ رموز العمل الإسلامي والتربوي بالقضارف ،،الاحسان سجية في نفسه الأمارة بالفضيلة ولسانه العفيف الرطب بذكر الله ما زرته أيام ((الطلاب)) إلا وجدته ممسكًا بمصحفه متهللًا وضئ الطلعة ،،
هو ذاك المعلم الذي أهدى القضارف والبابور في جنوب السودان ثلة من الطلاب النابغين الذين ملأوا الدنيا إبداعًا وشغلوها بالاعمار..
اختار أن يؤسس جمعية للاصلاح والمواساة فى القضارف ليقدم نموذجًا نادرًا في الإحسان إلي المحتاجين حيث لم يقهر يتيما ولم ينهر سائلًا ولم يغمض جفنًا وهناك مصاب بالأرق من ذل الحاجة..
لم يركن لمنصب وجاه ولم يحفل بمتاع للدنيا زائل…بلغت به العفة منزلة أنه لم يزر شقيقه الوزير محمد أحمد الهادي أو ابن عمه الوالي الضو محمد الماحي قط طالبًا لخدمة شخصية أو متشفعًا لأحد سواه ..
يكفيه شرفًا أنه من أسرة خدمت التربية والتعليم وأحسنت في تخريج عشرات الأجيال بعد أن حازوا المفاخر كلها في مثل نبوغ وتميز:(( عبدالله أحمد الهادي وخضر أحمد الهادي ومحمد أحمد الهادي والضو محمد الماحي)) فلا أكاد أذكر نابغة من نوابغ القضارف لم يأخذ العلم على يد هذه الأسرة المعطاءة..
يرحم الله شيخنا الجليل ((أبو محمد)) عبدالله أحمد الهادي كاتم سر الحركة الإسلامية بالقضارف الذي يعرف أهلها بيتا بيتا ورجلا رجلا وسيدة سيدة…
++ الشيخ الداعية محمد خير مكي ابن جامعة النيلين الذي انتخبه الشهيد البطل مبارك قسم الله إلي جواره عاملاً في الحقل الدعوي فأسلم علي يديه آلاف الطلاب في الجنوب ماحيًا لأميتهم مهذبًا لطباعهم بتعاليم ديننا الحنيف ،،عاشق فرط ((التصوف)) بحب النبي صلى الله عليه وسلم ،،مارس الشجاعة في القول والعمل سراءًا وضراءًا .. استثنائي في حضوره وحديثه هادئ وقت الضيق جامع شتات فكره عند الضعف ،،نخلة سامقة تأتي أكلها كل حين من ربها بسام العشيات التقي..
رحم الله رحمة واسعة…
++ رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه اصطفاهم لجواره في أيام طيبات وفي شهر كريم قال عنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:((ذاك شهر يغفل عنه كل الناس))..
++ تعازينا لأهلنا في القضارف وبربر والشمالية والخرطوم ولأخواني محمد عبدالله والحارث وهند وعفاف أحمد وآمنة عمران ومحمد عبدالماجد وهند وآل جبل ودكتور الفاتح الحسن وبقية الأصحاب…
++ حقًا إنه فقد جلل وإنه يوم رحل فيه الكبار…
اللهم آنس وحشتهم وأرحم غربتهم وتقبل حسناتهم ولقنهم حجتهم ووسع قبرهم مد بصرهم وثبتهم عند السؤال وأوردهم حوض نبيك الكريم أسقهم منه شربة تذهب عنهم الظمأ برحمتك يا أرحم الراحمين..