إسحق أحمد فضل الله يكتب: الأسلوب هذا … لماذا؟

مع إسحق

إسحق أحمد فضل الله

الاسلوب هذا … لماذا

أستاذ عاطف
لم نحدث عن خطاب البرهان الأخير لأن من يدعي المعرفة يعلن أنه لا يعرف كيف يدار العالم اليوم…
والعالم اليوم تديره المخابرات…
والعالم اليوم ما يديره هو (صلة كل شىء بكل شىء)
ونستعير أحاديث المخابرات للشرح ولأن حكايات المخابرات / التي تستخدم صلة كل شىء بكل شىء في عملها/ نستعير أسلوبها هذا لشرح أنه لاشىء في العالم رأسه فوق عنقه وأن الشمس لا تشرق من المشرق .. ولا .. ولا
……..

أيام كانت السينما ذكية كان المشهد هو
قادة مخابرات الجيش البريطاني حول خارطة كبيرة
وواحد منهم أصبعه يصاب بجرح … ومثل كل الناس الضابط هذا يمص أصبعه الجريح
ونشعر نحن أن المشهد الصغير هذا. ليس صغيراً
والمخابرات الألمانية (والأحداث تدور أثناء الحرب) المخابرات الألمانية تختطف الضابط هذا
وكانوا يريدون معلومات عاجلة
وكان معروفاً أن الضابط لن يتحدث
وكان لابد من شىء يجعله يتحدث
والرجل خدروه. وبمهاراتهم في الطب جعلوا وجهه يبدو وكأنه تقدم في العمر خمس سنوات
والرجل وهو في المستشفى يقرأ الصحف وكلها تحمل تاريخاً متقدماً بسنوات
والمذيع في الراديو يقول
: والآن نقدم إليكم واحدة من الأغنيات التي إشتهرت زمان الحرب قبل خمس سنوات
ونشرة الأخبار تعني أن الحرب إنتهت قبل سنوات بإنتصار ألمانيا. وصلح مع بريطانيا .. و …
والضابط يحدثه الجميع عن ذلك ..
ثم …؟؟
ثم يعرضون عليه قطع الأيام الطويلة في الفراش بكتابة مذكراته ابتداء من الأيام التي سبقت إصابته بالمرض والغيبوبة
إيام اجتماع المخابرات البريطانية حول الخارطة. لما أصيب أصبعه بجرح
والضابط يصدق .. وبالفعل ينطلق يسرد الخطط البريطانية التي كانت تعد. وبمشاركته
…….

وفي لحظة الاستغراق وهو يعود بذاكرته إلى ذلك اليوم الرجل كان يداعب حبات الملح في إناء زجاجي أمامه
والملح يدخل في الجرح ويلسع الرجل …
والضابط يقفز
ومثل إنفجار القنبلة ينفجر كل شىء في ذهنه
ويدرك أن كل شىء نعم ممكن ومفهوم. لكن
الجرح فى الأصبع لا يبقى لخمس سنوات مفتوحا ….
جرح صغير. لا يقدم ولا يؤخر يصبح هو ما يفسد المؤامرة الضخمة التي صنعتها المخابرات الألمانية
الحكاية ما نريده منها هو
أن كل شىء مهما كان تافها صلته بكل شىء يمكن أن تجعله هو ما يدير كل شىء
……..

وخطاب البرهان هو لعبة مخابرات…
لعبة من يظن أنه يعرفها يكشف إنه لا يعرف أن ما يدير كل شىء هو. المخابرات
وعند المخابرات. رأسك الذي تحمله فوق عنقك ليس هو رأسك
ثم يثبتون لك ذلك.