
د. عمر كابو يكتب: روسيا .. زيارة مهمة للخارجية
ويبقى الود
د. عمر كابو
روسيا .. زيارة مهمة للخارجية
** في وقت تبذل الإمارات جهدًا خارقًا من أجل إشعال حرب بين السودان وبعض دول الجوار تسمح للاتحاد الأفريقي باصدار قرار يحظر الطيران العسكري ويسمح بالطيران الدولي بالتدخل العسكري ضمن مرحلة جديدة في حرب الكرامة.
** تنشط دبلوماسيتنا في إعادة ترتيب الشأن الداخلي خارجيًا بما يحفظ للسودان هيبته وعزته وكرامة شعبه دون أدنى إهدار أو تنازل أو مساس بسيادته أو السماح بالتدخل السافر في شؤونه الداخلية.
** وزارة الخارجية ومنذ تسنم الشريف على يوسف مقاليد الأمور فيها بدأت الأمور تتضح جليًا بأن الرجل محمول على الإرادة النافذة والقوة المطلوبة والرؤية الواضحة في كيفية صياغة خطاب خارجي رشيد يحفظ للسودان مكانته ويعيد للخارجية توازنها المنشود ويؤسس لعلاقات قائمة على التفاهم والتعاون بما يحفظ للسودان مصالحه العليا لما فيه خير شعبه ووطنه وقيمه وتقاليده الراسخة.
** سعادة الوزير علي يوسف قرأ الساحة السياسية الداخلية والخارجية جيدًا وأدرك أن هذا العالم المضطرب المربك المرتبك لن يرضخ ولن يعترف ولن يحترم إلا القوي العزيز..
** يعلم أن الحرب الروسية الأوكرانية وضحت أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ليس بمقدورهم استخدام سلاح غير سلاح التهديد والوعيد.
** ويتابع أن الدب الروسي حول المؤسسات الأممية لمجرد خطب جوفاء ليس باستطاعتها استصدار قرار واحد ضد أي دولة حليفة في وجود (حق الفيتو) الذي تلوح به.
** ويوقن أنه من وطن يمتلك قوات مسلحة تمثل الآن أقوى جيش في محيطنا المجاور لما يتمتع على رجال حملوا من المروءة والصبر والصمود والصلابة والمهابة ما يجعل الجميع صرعى أمام أي حرب يخضوها ضده.
** ويفهم مزاج الرأي العام الداخلي أنه الآن جله يقف خلف جيشه العظيم مؤازرا وداعما ومساندا في صبر وعزة وشموخ معلنًا أنه لا لا تنازل عن هدفه الأسمى بالقضاء على التمرد نهائيًا وطرد عربان الشتات من السودان وتطهيره من المليشيا نهائيًا.
** ولذلك جاءت تصريحاته منضبطة مسؤولة تكشف عن فكر ثاقب ورؤية واضحة وذكاء وقاد بتخيير أميريكا أمام خيارين لا ثالث لهما:
إما وقف مخطط تقسيم السودان وتهجير شعبه ونهب موارده عبر المؤامرة المشؤومة التي تقودها الصهيونية…
أو الاستقواء بالمحور الروسي الصيني التركي وتجسيير علاقات تعاون قائمة على الندية والاحترام المتبادل ومراعاة المصالح المشتركة بينها دون مساس بثوابتها الوطنية.
** تصريحات وزير الخارجية في روسيا البارحة عبدت الطريق لمرحلة جديدة تجاوزت هواجس ومخاوف القيادة العليا للبلاد وفتحت الطريق لسودان جديد قوي وعزيز ومنيع يملك قراره.
** فقد كان مفرط الثقة بالنفس وقدرات شعبه بقوله: (نعمل مع روسيا من أجل السلام والاستقرار وسيادة الدول، وأن القوات المسلحة استعادت زمام المبادرة على أرض المعركة، وتوصلنا للتفاهم مع موسكو بشأن اتفاقية القاعدة البحرية الروسية).
** إن كان لنا ثمة رجاء: ألا تكون هذه الخطوات مجرد مناورة سياسية تنتهي بتناثر حروفها في الهواء الطلق وانما يجب تحويلها إلى أرض الواقع بشروط قوية تضمن مصلحة السودان وتحافظ على وحدته وشعبه وتسنده في هذه المؤامرة تخرجه من ظلمتها إلي آفاق جديدة خيرا واعمارا وسلاما.
** الوزير علي يوسف توفر على رجال أوفياء يعملون الآن بتناغم كبير لما يسمو بالوطن ويحافظ على سيادته وكرامته وكبريائه .. سنعود إليهم بالتفصيل في قادم المواعيد بعد أن تحورت الوزارة بعد ذهاب الانقاذ إلى ضيعة من ضياع الصهيونية تأتمر بأمرها وتنتهي إلي ما تريد.
** نواصل بإذن الله تعالى