صلاح حمادة مسؤولًا عن شيوخ الصحافة السودانية

من عبق الصحافة السودانية
صلاح حمادة مسؤولًا عن شيوخ الصحافة السودانية
كتب: صلاح الدين عبد الحفيظ
يظل التشكيلي والصحفي صلاح حمادة شخصًا غير قابل للتكرار بما كان لديه من سجايا وحكايا ووفاءً نادرًا لأصدقاء مهنته وأساتذة الصحافة السودانية.
من قصصه الدالة على إنسانيته ذلك المشوار اليومي المزدوج التفاصيل من صحيفة الوطن حيث يعمل إلى صحيفة الأضواء ومكتب الأستاذ المرحوم سيد علي كرار، حيث جلسة ومؤانسة ما بعد الثانية ظهرًا التي كان عدد من الصحافيين بعدد من الصحف يحرصون على حضورها لما فيها من قصص تستحق أن تكون كتابًا، زائدًا تلك المعلومات الثرة.
أبطال وحضور تلك الجلسات كانوا المراحيم أحمد الحبو وميرغني حسن علي وإبراهيم العوام وسيد علي كرار والشباب عامر محمد حسين وعوض محمد أحمد ولقمان عبد الله مع وجود الأستاذ حتيكابي.
يحرص الاثنان ميرغني حسن علي الذي يخرج من صحيفة الخرطوم وأحمد الحبو الذي يكون في انتظار الثانية ظهرًا حتى يخرج حيث الضحك والتداعي حول قضايا مشتركة ما بين هموم الصحافة وذكريات العمل الصحفي منذ نهاية الخمسينيات وحتي حاضر أيامهم.
وعلى أكواب الشاي والقهوة تبدأ تلك الجلسات التي لو كنا نعلم مقدار ما بها من درر المعلومات وأدقها لقمنا بتسجيلها ولكن وللأسف رحلوا جميعًا دون أن نلتفت لما كانوا يحملونه في صدورهم.
حين يحين أوان الرابعة تمامًا تحس أنك قد مكثت معهم دقائق معدودة وهي ساعتان من جماليات حقيقية لتاريخ لم يكتب سياسة وصحافة وغناء وأسرار فترات سياسية بخيرها وشرها
آنذاك وحين تنتهي الجلسة يستعد صلاح حمادة لتوصيل أحمد الحبو حتى موقف مواصلات أمدرمان ممسكًا بيده وبرفقتهم ميرغني حسن علي.
لهذا السبب أطلق على المرحوم صلاح حمادة لقب (تاكسي العجايز).
رحم الله تلك الأيام والدعوة موجهة للزملاء عامر حسين ولقمان عبد الله بالكتابة عنها حتى لا تضيع خطاها وتكون لمسة وفاء للذين رحلوا من الزملاء وأساتذة الصحافة السودانية.