مراهق ألماني يخترق الأجواء الروسية ويهبط في قلب موسكو

هذه الدنيا
++++++++
مواقف سياسية وإجتماعية من حقب مختلفة
فتاة ريفية بريطانية تسرب معلومات خطيرة للملحق السوفيتي
مراهق ألماني يخترق الأجواء الروسية ويهبط في قلب موسكو
زواج قاصر في جنوب السودان يثير الجدل
++++++++++++++
كتب: أمين حسن عبد اللطيف
كانت الحرب الباردة مُشتعلةً وبأوجها بحقبة الثمانينات. إذ كان المُعسكر الشرقي (وراء الستار الحديدي) مشغولاً جداً بحماية عِرضه الاشتراكي وشرف فكر مستوى العيش الموحد. ولذلك كانت ميزانيات دول الكُتلة الشرقية تُعنى جيداً بالدفاع والأمن والحِراسة -بمعنييها!-. أما المُعسكر الغربي فقد كان مهتماً بالتقنيةِ والإقتصاديات والتجارة أكثر من التسليح والقوة، وإن كانت ميزانية دفاع دُولِه لا يُستهان بها، وذلك استعداداً لمُجابهة المُغامرات والمخاطر الشرقية. وكانت الكُتلتان تتربصان ببعضهما حتى لا تبغي قوةً على الأخرى. والحقُ أن العالم شهد استقراراً وقتها لمعادلة القوى مقارنةً بعالم اليوم المضطرب. وعلى الرغم من تأمين دول الكُتلتين لحدودها وسواحلها وأجوائها، فضلاً عن تأمين سُكانها من الاستقطاب والاستغلال!ـ إلا أن كلاً من المُعسكريْن تمكنا من اختراق دول الآخر بأساليب تفوق الخيال!. وقد تكونُ الحقيقة أغرب من الخيال، كما قيلَ من قبل.
× نزوة مُكلفة جداً:
في عقد الستينات حُظيت الفتاة البريطانية الريفية البسيطة كريستين كييلر بصُحبة وزير الحربية البريطاني اللعوب جاك بروفيومو ورفقته لسنين عددا.. وعلى الرغم من أن الوزير ينتمي لحزب المُحافظين العريق ومتزوجٌ من ممثلةِ مسرحٍ شهيرة ومن أسرةٍ ثرية، إلا أنه عَميَ عن هول المُغامرة التي تاه في أزقتها المُظلمة. والحبيبان في غيهما يعمهانِ اُخطرَ الوزير من قِبل البرلمان أن بعض أسرار التصنيع الحربي سُربِت إلى العدو الشيوعي، وأن وزارته خسرت الملايين لاضطرارها إلى إلغاء تصنيع بعض الغواصات بعد إنتاجِ عددٍ منها. وبدأ تحقيقٌ مكثف في أمر التسريب هذا، وأخطر جهاز الاستخبارات الوزير بأن عشيقته قد تكون على اتصالٍ بالمُلحق العسكري السوفياتي. ولم يُقتنع الوزير الولهان بما أُخطر به ووبخ قادة الجهاز وأمرهم أن يُكرسوا جهودهم إلى ما هو أهم ولا يُضيعوا أموال الدولة في الاهتمام بصغائر الأمور!. وبما أن الوزير كان يرأس الجهاز الاستخباراتي بحُكم موقعه، ابتعد المُخبرون عنه وعن الأمر برمته. وبعد ذلك بقليل أُخطرَ البرلمان بتسريبٍ آخر وأخطر من سابقه، فتدخل رئيس الوزراء بالشأن، وعندما علمَ بأمر عشيقة وزير حربيته حدثه وطلب إليه الابتعاد عنها. وبالفعل جاهد الوزير لوعة قلبه وتعلقه بالفتاة الشابة وهجرها . وبعد ذلك بأيامٍ غادر الملحق السوفياتي سفارة لندن وكرَ راجعاً لبلاده. واكتُشفَت الحادثة بالصدفة، وذلك عندما أغوى صحافي صغير الفتاة بأحد حانات المدينة وأسرَت له بأنها كانت على علاقة بالوزير الخطير فاجتهد الإعلاميُ الشاب حتى حصل على كل الحقائق. وبالطبع لا يخفى على القاريء الحصيف أن يُدركَ حجم المأساة والمُصيبة التي اعترت الحزب البريطاني العريق بعد انكشاف القضية، ونُكران الوزير أولاً أمام لجنة الاستجواب البرلمانية حتى اعترافه بنهاية الأمر وسقوط الحكومة بُرمتها. إلا أن أمر المُلحق السوفياتي يبقى عجباً، إذ أنه كان بالفعل على علاقةٍ بها قبل الوزير، إلا أنه زرع أجهزة تنصت دقيقة بمنزلها وحقائبها وأحذيتها، وحالفه الحظ مراراً عندما كان الوزير يتحدث بالهاتف وبوجود الفتاة، فالتقط العديد من المعلومات الخطيرة جداً والمُفيدةَ لاتحاده السوفياتي. وبالطبع لم تكُن مثل تلك الأجهزة المُعجزة معروفةً بالغرب بذلك الزمان العجيب!. فهل يا تُرى دبَر الملحق السوفياتي أمر علاقة الفتاة بالوزير، أم أنها الصدفة السعيدة البائسة؟!.
× الشرارة الأولى:
تُعرفُ أجواء الاتحاد السوفياتي بأنها مُحكمةٌ إلى حدِ أن ذبابةً لا تستطيع اختراقها دون رصدٍ، وقد كان الغربُ كذلك ولم يزل!. في يوم 28 مايو من العام 1987 اعتلى الشاب الألماني ماتياس روست، ذو التاسعة عشرَ ربيعاً، مقصورة طائرته الصغيرة ذات المُحرك الواحد وأقلعَ من مطار هامبورغ بألمانيا الغربية حينئذٍ، ولم يكن مضى على نجاحه بامتحان الطيران وحيازة رخصة الهواة سوى أسبوعٍ واحدِ. وبما أن الجو كان صحواً في ذلك اليوم، توجه الشاب إلى أيسلندا القريبة ومن بعدها إلى النرويج.. وبذلك المطار الصغير المُخصص لهواة الطيران، زود طائرته بالوقود وأقلع باتجاه بلاده. ولكنه غير وجهته واتجه شرقاً ليعبرُ فنلندا ومن ثم يدخل أجواء الإتحاد السوفياتي!. وطار الرجل الصغير عابراً تلكم المساحات الشاسعةَ وعلى ارتفاع منخفضٍ حتى وصلَ إلى العاصمةَ موسكو وهبط بقلب المدينة وفي الميدان الأحمر الشهير، دون أن يعترضه مخلوقٌ أو طائرَ!. يقول أحد الحاضرين بالميدان وقتها أنه اعتقد بأن شركةً ما تُصور فيلماً، إذ أن الرجل خرج من مقصورة قيادة الطائرة وتفحص المكان كأنه ينتظرُ أحداً ما!. وبعد نصف ساعةٍ تقريباً أتت الشُرطة لتُفاجأ بالرجل الأجنبي الذي لا يتحدثُ الروسية ولا يحملُ حتى جواز سفرٍ معه!. وقامت دُنيا الإشتراكية ولم تقعد إلى يومنا هذا.. وصُعقَ الغربُ دهشةً لخلو الأجواء السوفياتية الحصينة من أي رادارٍ لدرجة أن طائرة صغيرة تستطيعُ الوصول إلى العاصمة دون اعتراضٍ.. وما يُضحكُ وقتها أن المتحدث باسم الخارجية، وأثناء حديثٍ إذاعي مع إحدى محطات الراديو الغربية فقد أعصابه أثناء الحوار وصرخ في المُذيع بقوله: إذا ما أسقطناه ستلوموننا على هدر دم الشاب البريء، وإذا لم نفعل ستتهموننا بالفشل في حماية البلاد، ماذا تُريدون منا؟!. عوقب الشاب الألماني وقتها بالسجن لـ 14 عام!. ويقولُ المراقبون أن تلك الحادثة أشعلت حماس ونشاط الغرب على العمل حثيثاً لإفشال المنظومة الاشتراكية، وبالفعل بعد أقل من خمسة سنوات تفكك الإتحاد العظيم وتهاوت الشيوعية إلى غير رجعةٍ، واُطلق سراح الألماني ماتياس روست. فهل يا تُرى كان أمرُ ذلك الطيار الصغير ومغامرته مُدبراً، أم أنها كانت خطوة عشوائية من الشاب الغرير لتصنعَ له تاريخاً مجيداً في بلاده ودنيا الرأسمالية.
+ زواج قاصر جنوبية:
خرجت أمّ عروس قاصر في جنوب السودان من مخبئها لتسافر إلى العاصمة الكينية نيروبي، حيث تقيم ابنتها المراهقة، بعد أن علمت بحملها. وكانت أثياك داو رياك قد تزوجت تقليدياً العام الماضي بمهر قياسي، رغم إصرار والدتها ديبورا كوير ياش على أنها تبلغ 14 عاماً فقط، مما أدى إلى تهديدات بالانتقام. وتصدرت والدة أثياك التي تدعى ديبورا كوير ياش (41 عاماً)، وهي أم لسبعة أطفال، عناوين الأخبار العام الماضي عندما عارضت زواج ابنتها أثياك، مصرةً على أنها قاصر. وأجبرها خوفها من انتقام زوجها وعائلته على مغادرة منزلها في العاصمة جوبا واللجوء إلى الاختباء. وبعد ثمانية أشهر قضتها في مأوى تحت حماية منظمة غير حكومية محلية، سافرت الوالدة ياش إلى نيروبي، حيث يُعتقد أن إبنتها أثياك تقيم مع أقاربها. ورغم التهديدات التي واجهتها بعد أن أصبح موقفها معروفاً على نطاق واسع، أكدت ياش أنها مصممة على أن تكون بجانب ابنتها، التي من المقرر أن تلد هذا الشهر، امتثالاً للتقاليد الثقافية لقبيلة الدينكا، إحدى أكبر المجموعات العرقية في جنوب السودان. و قالت الوالدة ياش لصحيفة الجارديان اللندنية، أنها تعرضت لسوء المعاملة، وتريد الطلاق. لأنها اكتشفت للتو أن زوجها أحضر زوجة أخرى إلى المنزل. ورفعت المحامية الجنوب سودانية جوزفين أدهيت دينج قضية ضد زوج ياش، داو رياك ماجاني، بتهمة ترتيب زواج قاصر، وهي جريمة بموجب قوانين جنوب السودان، لم تحرز تقدماً. ورفض مكتب الادعاء العام في جنوب السودان في أكتوبر 2024 محاولات دينج لإعادة أثياك من كينيا، لتبقى القضية من أكثر القضايا المعقدة التي أثارت ردود أفعال واسعة في الآونة الأخيرة.