رئيس الوزراء والحكومة القادمة .. الشعب يريد

رئيس الوزراء والحكومة القادمة .. الشعب يريد
تقرير: مجدي العجب
ومازال الشعب السوداني ينتظر وابلًا من الخريف، المتمثل في رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس وبين الإشفاق والشقة. الإشفاق على رئيس الوزراء الذي أتى بعد حرب ضروس كادت أن تقضي فيها مليشيا الجنجويد المدعومة إماراتيًا على الدولة السودانية، لولا بسالة ووطنية القوات المسلحة السودانية وإلتفاف الشعب السوداني حول مؤسساته العسكرية بكل تنظيماتها، والذي قضى على التمرد بصورة تفوق الـ 80% وما تبقى منه هي جيوب تمتهن السلب والنهب والسرقة. وشفقة الشعب السوداني على عودة المدن التي دمرتها المليشيا وإصلاح البنية التحتية وعودة الخدمات. وهذه كلها أشياء ينتظر فيها المواطن السوداني تحركات رئيس الوزراء وحكومته القادمة ليروا بأم أعينهم عودة الحياة للمدن التي تختزنها الذاكرة وتتهيأ للعودة التي باتت أقرب من حبل الوريد.
+ سيناريوهات مكتوبة
وواضح أن الدكتور كامل إدريس يتحرك عبر سيناريوهات معدة ومكتوبة حتى تمكنه من العبور بالبلاد وعودة الحياة لطبيعتها .ولكن ربما الأمر ليس سهلًا وربما يحتاج السيد رئيس الوزراء لمجهود يمكنه من أن يلبي أشواق المواطن السوداني الذي مازال يعاني من ويلات وغدر التمرد.
+ الطريق
ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي د. محي الدين محمد محي الدين لـ (ألوان) أن أمام رئيس الوزراء كثير من الفرص خاصة وأن الطريق أمامه أضحى واضحًا ومعالمه باتت لا غبار عليها، وأضاف محي الدين أن على السيد رئيس الوزراء أن يوفق في اختيار طاقمه التنفيذي الذي يسهل عليه تنفيذ كل الخطط المعدة مسبقًا، ولا أعتقد أن أمامه عوائق سوى الفريق الذي يعمل في معيته إن هو أحسن الاختيار. وزاد في حديثه: على كل حال ليس هنالك ما يخيف الآن ويبدو من حديث دكتور إدريس أنه قد أعد اعدادًا جيدًا لهذه المرحلة التي سوف يتجاوز عقباتها بإذن الله.
+ عصا موسى
وقال الصحافي والمحلل السياسي أحمد عمر خوجلي السيد رئيس الوزراء بالطبع ليست لديه عصا موسى حتى يحقق النجاح الكاسح بمجرد تسنمه للمنصب. ولكن مستوى النجاح الذي يمكن أن يحققه يعتمد إلى حد كبير على الظروف التي يعمل فيها والأشخاص الذين يعتمد عليهم لتسسير شؤون حكومته من وزراء وقيادات هيئات ومجموعة من المستشارين. وأضاف أحمد في حديثه لـ (ألوان): بلا شك أن كامل أتى في توقيت حساس وصعب ومفصلي من عمر البلاد، لذلك من أهم الأمور التي يحتاجها السيد رئيس الوزراء هو حسن اختيار طواقم مكتبه، ثم اختيار الوزراء وكبار رجال الدولة بحيت تتوفر لديهم الكفاءة والخبرة والنزاهة، والتخصص في المجالات الإدارية أو التخصصية في الوزارات التي تتطلب معرفة علمية. وزاد: الأمر الآخر هو ضرورة إحكام التنسيق مع المؤسسة العسكرية ومجلس السيادة بشكل يحقق الدعم لكل طرف بحسب الدور. وأضاف خوجلي: هناك أمر خاص بكسب ثقة الشعب السوداني في ظل الظروف الراهنة وذلك لن يتأتى إلا بالعناية بالخدمات المختلفة والعمل على تجاوز آثار العدوان عبر الاهتمام بالصحة والتعليم والمياه والكهرباء ومعاش الناس من أجل اعادة تطبيع الحياة من جديد في المناطق المنكوبة. ومن الأمور التي تحتاج إلى اهتمام أيضًا هي العمل لتنمية العلاقات الخارجية.
+ انطلاقة ممتازة
ووصفت رئيس الهيئة القيادية بالحزب الإتحادي الديمقراطي إشراقة سيد محمود قرار عودة السلطة التنفيذية بالممتاز. وأضافت في تصريح خصت به (ألوان) أنه برغم تدمير البنية التحتية وإنعدام الخدمات ولكن لابد من البداية والانطلاق والأمر تقدره سلطات الحكومة التنفيذية فهذه البداية من المؤكد هي تشجيع لعودة المواطنين. وزادت: ما يحتاجه رئيس الوزراء إنني قلت سابقًا أننا في حوجة إلى مؤتمر للمانحين لإعمار الخرطوم وكل المدن التي تتضررت. وأضافت إشراقة أن مؤتمر المانحين أمر طبيعي يقام للدول التي تضررت، مشيرة إلى أن السودان سوف يجد أصدقاء يدعمونه ويشاركون في ذلك وتوزع عليهم أولويات. وأردفت: مع مؤتمر المانحين يجب أن تكون هنالك شراكات مع الشركات والمنظمات الدولية وهذه الشراكات يمكن أن تنظم في برامج كبيرة فيما يتعلق بالكهرباء والمياه والصحة ويمكن أن تتحول هذه الشراكات إلى برامج مباشرة. وهنالك منظمات دولية لديها أموال ويمكن أن تنفذ مشروعات وفق شراكة مع الحكومة حتى لو كانت عبر الدفع المؤجل فهذا ما يحتاجه دكتور كامل إدريس.