محمد دسوقي إبراهيم .. للشروق غني أحكي أشعارك

محمد دسوقي إبراهيم .. للشروق غني أحكي أشعارك
بقلم: أمير أحمد حمد
محمد دسوقي إبراهيم، شاعر ساهم في تشكيل وجدان الشعب السوداني بجميل الكلمات ووصلت إلى المستمع عبر أصوات أقل ما يقال عنها أنها تؤدي إلى مس طربي لكل من استمع إليها، لأنها تمس وتر أنغامه المسكن للأشواق
ياغرامي الأول ذكرى لا تتحول
من فؤادي وروحي للحبيب الأول
يالحبيب تذكر كنا نطرب ونسكر
بين زهور الروضة ومن شراب الكوثر
كنت انت غرامي يا جميل المنظر وكنت طيف أحلامي
وفي المنام أتذكر
غرد بها البلبل رمضان حسن الذي شكل ثنائية خطيرة مع شاعرنا محمد الدسوقي. ومن خطير الأغنيات التي جمعت بينهما أيضًا :
الشكوى ليك يا ربي
من حبيبي الظالم الإترسم في قلبي
مع السلامة يا حبي
ده الكان بيطلب قربي
خلاني أشكي وأبكي
بين الدموع غرقان
وا حسرتك يا قلبي
ياقلبي زيد في حبك
للجائر الما بحبك
أنساك كيف لا يمكن
أحلفك بربك
تعطف تبادل حبي
استمرت الثنائية بينهما فكانت مجموعة أخرى من الأغنيات جمعت بينهما وكلها من ألحان رمضان حسن. لم تقف كلماته عند رمضان حسن بل دارت على مطربين آخرين والتي سوف نتحدث عنها في مقال آخر، ولكن هنا لابد أن أشير إلى أغنيته التي تغنى بها التاج مصطفى ومنى الخير كدويتو مع بعض وأعتقد بأنها كانت من أجمل الأغنيات التي تقدم في الصباح ومصورة للحركة في الصباح الباكر:
قومي يا سلمي أسقي أزهارك
وانت يانعمي غذي أطيارك
يلا يا سعدي شيلي مزمارك
للشروق غني أحكي أشعارك
غني ياسعدي للصباح لحنك
وأحكي الزهرة للرياض عنك
الشاعر محمد دسوقي شاعر مجيد ومتمكن جدًا من كتابة الشعر. وكما يقال في المثل الولد خال فهو إبن الأخت الكبرى للشاعر سيد عبد العزيز (زينب). ومعلومة مكانة الخال في غناء الحقيبة ومكانه في وادي عبقر (حي العرب) وحتى نثبت تمكنه من كتابة الشعر نورد قصيدته (عهد السلام) والتي كتبها دون أن يستخدم حروف ذات نقاط في كلماتها وقد تعمد كتابتها عندما فازت احدى قصائده في مسابقة بين الشعراء وكان الشاعر سيد عبد العزيز وعبيد عبد الرحمن من أعضاء لجنة تقييم القصائد التي تبارى بها الشعراء فكان الهمز واللمز من الشعراء بأن فوزه عليهم كان نتيجة لوجود خاله وصديقه عبيد في اللجنة. وعندما علم محمد دسوقي بهذا الهمز واللمز تحداهم بهذه القصيدة التي لا تشمل حروفها حرفًا منقوطًا فكانت قصيدة عهد السلام:
عهد السلام
عهد الألم داك راح
وعهد السلام طل
وده ملهم الأرواح
لاح كالهلال هل
عاد كالأمل للروح
أو كالحمام للدوح
ده الطله كالإلهام
ووصالو رده الروح
عاد الهواه سلام
وكل الحصل مسموح
ما دام وصل كملاك
طاهر دوام وطموح
عاد راسم الآمال
حامل معاهو ورود
أهداها للسمار ورعوها كالمولود
سألوه صدك طال وهواك كلو صدود رد الوصال ده محال
ومع المحال سأعود
عود للوداد والوصال
عود وأمسح الآلام
عود للهواه حلال
حساد رموه سهام
لو علموك الدلال
أو سمعوك أوهام أسأل سماك والهلال
هل عاد وصالك حرام
الرحمة للشاعر محمد الدسوقي. ونعد إن شاء الله بتوثيق شامل له في الأيام المقبلة.