
صلاح دندراوي يكتب: النسيج الإجتماعي ومحاولة رتق الفتق
نقطة ضوء
صلاح دندراوي
النسيج الإجتماعي ومحاولة رتق الفتق
نعم قد تكون الحرب التي فرضت على السودان مؤلمة وآثارها كارثية لا سيما وأن العدو تجرد عن العرف والأخلاق فقتل وسحل وشرد ودمر وأفسد وفعل كل الموبقات، ورغم دحر هذا العدو عن معظم المناطق التي إستولى عليها مستعينا بمرتزقة وقوة إقليمية ومؤامرة عالمية، إلا أن آثارها لا زالت باقية وجروحها غائرة، ولولا قوة ما يسكن في الجوانح من إيمان وتسليم بالقدر وقوة وصبر وشكيمة لتضاعفت تلك الآثار وسالت أحزان الناس في الطرقات.
وواحدة من تلك الآثار العميقة التي خلفتها تلك الحرب ما حدث في النسيج الإجتماعي والذي أصابه التمزيق بفعل تلك الممارسات القميئة التي أحدثها العدو وسط المجتمع، ليصل الوهن تلك العلائق لا سيما وقد برزت النعرات القبلية والجهوية التي غرسها هؤلاء وسط المجتمع بغرض تفكيك غزل هذا المجتمع القوي والذي عرف به أهل السودان من تلاحم وتماسك وتكامل بات مضرب مثل وعلامة فخر يتميز بها السودان وسط أقرانه.
لذا كان واحد من التحديات التي تنتظر هذا الوطن عقب التحرير وجلاء هؤلاء المرتزقة هو الإلتفات لهذا الجانب الحيوي والذي عبره بقي هذا السودان شامخًا.
وقد أعجبتني العديد من المبادرات التي طرحت في هذا الشأن وعلى رأسها (المشروع الوطني لإصلاح وإعمار النسيج الإجتماعي) والذي يحمل إسمه كثير من المضامين التي تروي هذا الحلم، لا سيما وأنه يضم الكثير من العلماء والخبراء الذين حركهم الهم الوطني ليصطفوا تحت سماء هذا الشعار الداعي لعودة اللحمة وتنقية هذا الجسد المتعافي من الشوائب التي لحقت به، لا سيما وهو يتشرب من هذا المدد الإلهي ويهتدي بأحكام ديننا الحنيف ويقف في صفه مركز بناء الأمة، ومنتدى نهضة السودان، وتزينه لافتة هيئة علماء السودان، وهم الذين يحكمون ضوابط هذا المسعى ويوجهون مساره إهتداءً بتلك القيم لنضمن نتائج نهفو إليها..
إنه حجر في بركة هذا السكون عله يحرك كوامن هذا الحدث ويعيد إنسياب مياهه بعد إزالة كل العوائق والمتاريس التي تقف في طريق جريان التعافي في أوصال هذا المجتمع والعودة به إلى جذوره الراسخة المتينة التي غرسها آباؤنا الأوائل حتى نمت وترعرعت وأثمرت عن ذاك الواقع الذي كنا نعتز به، فهل يتصل مد هذا النسيج؟.