ويا لها من رفقة، ويا له من وفاء!

كتب: محرر ألوان

اقترن كثير من المثقفين السودانيين، والدارسين في جامعات الغرب منذ أربعينيات القرن الماضي، بزوجات أجنبيات. وللأسف، انتهت أغلب هذه الزيجات إلى الفشل والافتراق، لأسباب موضوعية وظروف معقدة. لكن من بين قصص الحب والعِشرة التي تستحق الوقوف عندها، تبقى قصة البروفيسور عبد الله الطيب، والتشكيلية البريطانية جريزلدا، استثناءً مضيئًا يُضرب به المثل في المودة والوفاء والنجاح.
كان الشاعر الراحل محمد المهدي المجذوب، ابن عم البروفيسور عبد الله الطيب، يروي هذه “النادرة” قائلاً إن أهل الدامر في البداية عاتبوا ابنهم عبد الله على زواجه من أجنبية، فكان يرد ضاحكًا: “إن عشق العرب المسلمين للصقليات وفتيات السيكسون وبنات الفُرس داءٌ قديم!”
ثم أحبّت جريزلدا أهل الدامر، وأحبوها، وأسموها (أم الفقرا) بل أحبت السودان كله وأهله، حتى أصبحت رمزًا لعمق الإنسانية، ومثالًا حيًا على تداخل الثقافات وحب الشعوب.
ومن حسن الخاتمة، أن جريزلدا قد أسلمت، وحَسُنَ إسلامُها، وأصرّت على أن تُدفن بين أهلها في السودان.
يا لها من رفقة! ويا له من وفاء!