
عصام جعفر يكتب: إنهيار الدعم السريع وتمرد الحركات
مسمار جحا
عصام جعفر
إنهيار الدعم السريع وتمرد الحركات
* وكأنه قد رضي من الغنيمة بالإياب ..
* كان خطاب حميدتي الأخير مؤشرا” ظاهرا” للهزيمة والإنكسار وإنهيار المشروع والتخلي عن الأقوال والرؤى التي كان يلهج بها ..
* رمى حميدتي بكل اللافتات التي كان يرفعها ويدندن حولها ..
* نسي حميدتي دولة “56 ” التي يحارب من أجل إسقاطها ونسي الديمقراطية التي كان يحارب من أجل نشرها ونسي قضايا التهميش، بل ونسي الفلول والكيزان الذين ينوي تطهير البلاد منهم ..
* حميدتي في خطابه كانت فكرته الأساسية وهدفه الأول هو الدفاع عن نفسه …
* هكذا قالها نحن ندافع عن أنفسنا وراح يتحدث عن بعض الأخطاء والخطايا التي إرتكبها أولها خطابه العدائي نحو مصر التي عاد ليقول أنه لا يحمل لها عداء وتحدث في شبه إنكار لدخول بيوت المواطنين …
* خطاب حميدتي الأخير أكبر دليل على إنحسار مد الدعم السريع وتحويل خطابه وأهدافه إلى وجهة أخرى ليس من بينها دخول الشمالية كما يزعم ولكن الدعم السريع الآن يراهن على دارفور في سعيه للسيطرة عليها، وإن فشل مشروع إحتلال السودان وحكمه فاليحكم دارفور أسوة بالنموذج الليبي وقد تحالف الدعم السريع مع حفتر الذي يحكم الجزء المتاخم للسودان لذلك يسعى الدعم السريع من خلال إحتلال منطقة المثلث لتوسيع الحدود في هذه المنطقة ..
* في هذه الأثناء تنتهج حركات دارفور المسلحة الموالية للحكومة حتى الآن نهجا” قريبا”من حالة تمرد غير معلن رفضا” لمشروع حكومة كامل إدريس التي لم تلتزم بإتفاق جوبا حسب تعبيرهم وهذا الموقف له إنعكاساته الضارة حيث يمثل حالة غير مسبوقة وبلا شك يحاول التمرد الاستفادة من هذا الوضع بإستمالة هذه الحركات ومداعبة أحلامها ..
* وبالرغم من أن الدعم السريع والحركات المسلحة في صراع قديم ومستمر إلا أن مشروع الجهتين يعتبر متشابها “فالدعم السريع يسعى لإقامة امبراطورية آل دقلو بينما كانت الحركات تسعى لإقامة دولة الزغاوة الكبرى ولا نظن أن أي من الجهتين نسيت مشروعها الأساسي لكن يمكن الآن إقامة تحالفات تكتيكية ومرحلية …
* وعلى الدولة الآن ألا تستجيب لأي إبتزاز سياسي وعسكري ولتمضي في مشروع إقامة الدولة السودانية التي لا تخضع لأحد.